يَــــسِّروا ولا تُـــــعَسِّروا ، وسَــــكِّنوا ولا تُـــــنَفروا
ولما أطال معاذ بن جبل رضي الله عنه في صلاته وشق ذلك على من كان معه يصلي ، عاتب النبي صلي الله عليه و سلم معاذا فقال له: يا معاذ ، أفتَّانٌ أنت؟ أو: أفاتنٌ أنت؟ - ثلاث مرات - ، فلولا صليت بـسبح اسم ربك الأعلى ، والشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى ، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة.
ومن رحمته بأمته أنه ضَحَّى عمَّن لم يُضَحِّ من أمته ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: صليت مع رسول الله صلي الله عليه و سلم عيد الأضحى ، فلما انصرف أُتِـي بكبشٍ فذبحه فقال: باسم الله والله أكبر ، اللهم إن هذا عني وعمَّن لم يُضَحِّ من أمتي.
ومن رحمته بأمته أن أعرابيا جاهلا أتى إلى المسجد النبوي فبال فيه ، فقام إليه الصحابة وصاحوا به ، فنهاهم عليه الصلاة والسلام وقال لهم: دعوه وهَرِيقوا عليه بوله سَجلاً من ماء ، فإنما بعثتم مُيسرين ولم تبعثوا معسرين.
ثم دعا الأعرابي فقال له معلما: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر ،إنما هي لذكر الله عز وجل ، والصلاة ، وقراءة القرآن.
التاسع: ومن دلائل رحمته أيضا رحمته بالجمادات ، ومن ذلك قصة حنين جذع نخلة كانت في المسجد إليه ، فقد كان النبي صلي الله عليه و سلم يخطُب يوما إلى جذع نخلة في المسجد ، فصنعوا له منبرا ، فلما كانت الجمعة قعد إليه النبي صلي الله عليه و سلم ، فبكى الجذعُ حتى سمعوا له صوتا مثل صوت العِـشار ، حتى نزل النبي صلي الله عليه و سلم فوضع يده عليه وضمَّهُ فسكت.
تقدم في فصل الدلائل على عظمة النبي صلي الله عليه و سلم ذِكر الدليل الثاني والتسعين على عظمة النبي صلي الله عليه و سلم ، وهو كونه رحمة للعالمين ، وبيان ذلك من عشرة وجوه ، أفردتها في هذا الملحق ، هذا أوان ذكرها:
2 الأول: ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في «زاد المعاد» 1 في التعليق على قول النبي صلي الله عليه و سلم : أنا محمد ، وأحمد ، والـمُـقَـفِّي ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة.
قال رحمه الله مبينا كيف حصلت الرحمة لأهل الأرض ببعثته:
وأما نبي الرحمة فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم ، أما المؤمنون فنالوا النصيب الأوفر من الرحمة ، وأما الكفار فأهل الكتاب منهم عاشوا في ظله وتحت حبله وعهده ، وأما من قتله منهم هو وأمته فإنهم عجلوا به إلى النار وأراحوه من الحياة الطويلة التي لا يزداد بها إلا شدة العذاب في الآخرة. انتهى.
قلت: ومن تأمل في سيرته العطرة وما وقع فيها من وقائع وأحداث تبين له على عظيم شفقته بهم ، فهو في الحرب رحـيم ، وفي السِّلم رحيم ، فقد وُجِدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلي الله عليه و سلم فنهى عليه الصلاة والسلام عن قتل النساء والصبيان3.
وكان صلي الله عليه و سلم إذا أَمَّــر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله عز وجل ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال: اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا فلا تَـغُـلُّوا 4 ، ولا تُـمَــثِّلوا5 ، ولا تقتلوا وليدا6.
ولما فتح النبي صلي الله عليه و سلم مكة ووضعت الحرب أوزارها وسقط كفارها في يده عفا عنهم عفوا جماعيا عاما ، مع أن منهم من أذاقه وأصحابه أنواع الأذى والعذاب قبل هجرته إلى المدينة وبعدها ، فلم يحقد عليهم أو ينتقم لنفسه منهم ، بل الذي حصل أنهم اجتمعوا إليه قرب الكعبة بعد الفتح ينتظرون حكمه فيهم ، فقال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟
فقالوا: خيرا ، أخٌ كريم وابن أخٍ كريم.
فقال: لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم.
7وفي رواية أنه قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وكان صلي الله عليه و سلم يحمل عن الناس ما يثقلهم من أعباء الدنيا ، ويُعطي الذي لا مال عنده ، ويُعين على نوائب الحق ، ويصل الرحم ، ويصبر على الأذى ، وكان حريصا على ما ينفع المسلمين ، وقد وصفه الله بذلك أعظم وصف فقال لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَـنِـتُّـم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، ومعنى عزيز عليه ما عَـنِـتُّـم أي يشق عليه ما تلقون من المكروه والـعَـنت ، ثم قال حريص عليكم أي حريص على إيمانكم وصلاح شأنكم.
8ولما بعث النبي صلي الله عليه و سلم معاذا وأبا مـــوسى إلى اليمن قال لهما: يسِّرا ولا تُعسِّرا ، وبَشِّرا ولا تُنفِّرا ، وتطاوعا ولا تختلفا.
9وعن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :
يَــــسِّروا ولا تُـــــعَسِّروا ، وسَــــكِّنوا ولا تُـــــنَفروا
.
10وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :
لم يكن النبي صلي الله عليه و سلم فاحشا ولا متفحشا ، وكان يقول: إن من خياركم أحسنُكم أخلاقا
11وقال النبي صلي الله عليه و سلم لعائشة رضي الله عنها: عليكِ بالرفق ، وإياكِ والعنف والفحش.
الثاني من دلائل رحمته: أن النبي صلي الله عليه و سلم في حادثة الإسراء والمعراج سعى في تخفيف الشرائع على أمته ، فإنه راجع ربه لتخفيف عدد الصلوات ، فإن الله شرعها أول ما شرعها خمسين صلاة في اليوم والليلة ، ثم إنه صلي الله عليه و سلم راجع ربه حتى جعلها خمس صلوات ، وهذا من رحمته بأمته صلي الله عليه و سلم .
12ومن ذلك أيضا ما جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ ، خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ.
وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ ، ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ ، فَكَثُرَ النَّاسُ ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ : (قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ)، وَذَلِكَ فِي رَمَضَان13 .
الثالث من دلائل رحمته: أنه صلي الله عليه و سلم لم يدع على قومه الذين ردوا دينه وعذبوه وعذبوا أتباعه ، مع أن هذا من حقِّه ، فلكل نبي دعوة مستجابة ، وقد فعله بعض الأنبياء كنوح وموسى ، بل كان يدعوا لهم بالهداية إلى دين الإسلام.
ومن اللطيف ذكره أن الفرصة قد تهيأت للنبي صلي الله عليه و سلم لإهلاك قومه ، وذلك لما جاءه ملِك الجبال وقال له: لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين – وهما جبلان عظيمان بمكة - ، ولكن النبي صلي الله عليه و سلم الرحيم بأمته لم يفعل ذلك بل قال: أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا14 .
فنظرة النبي صلي الله عليه و سلم كانت بعيدة ، تجاوزت المرحلة التي كان فيها ، فقد كان يطمع في هداية الأجيال إن لم يؤمن الآباء ، فيدخلوا في الإسلام فيكونوا من المرحومين.
15ولما قيل للنبي صلي الله عليه و سلم : اُدع على المشركين ، قال: إني لم أبعث لعانا ، وإنما بُعثت رحمة.
قلت: وقد حصل دعاء من بعض الأنبياء على أقوامهم بعد أن أيِسوا منهم ، أما النبي صلي الله عليه و سلم فلا ، فقد
دعا نوح على قومه فقال
رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يُضلوا عبادك ولا يلِدوا إلا فاجرا كفارا
، ومعنى الآيتين الكريمتين: ربِّ لا تترك على الأرض من الكافرين أحدًا حيًّا على الأرض يدور ويتحرك. إنك إن تتركهم يُضلوا عبادك الذين قد آمنوا بك ، ولا يأت من أصلابهم وأرحامهم إلا من هو مائل عن الحق ، شديد الكفر بك ، فأرسل الله الطوفان على أهل الأرض فهلكوا جميعا إلا من كان مع نوح من المؤمنين.
وأما دعاء موسى على قومه فقد ذكره الله في القرآن في قوله
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ على أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حتى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيم * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون.
ومعنى الآيتين الكريمتين: قال موسى: ربنا إنك أعطيت فرعون وأشراف قومه زينة من متاع الدنيا ، فلم يشكروا لك ، وإنما استعانوا بها على الإضلال عن سبيلك ، ربنا اطمس على أموالهم فلا ينتفعوا بها ، واختم على قلوبهم حتى لا تنشرح للإيمان ، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الشديد الموجع.
فقال الله تعالى لهما: قد أجيبت دعوتكما يا موسى وهارون في فرعون وملئه وأموالهم ، فاستقيما على دينكما ، واستمرَّا على دعوتكما لفرعون وقومه إلى توحيد الله وطاعته.
الرابع من دلائل رحمته: أن كفار مكة كانوا في أمانٍ من العذاب لما كان النبي صلي الله عليه و سلم بينهم ، وهذا من رحمة الله بهم ، قال الله تعالىو
وما كان الله معذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون16
17قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان فيهم أمانان ، نبي الله والاستغفار ، فذهب النبي صلي الله عليه و سلم ، وبقي الاستغفار.
الخامس: وفي يوم القيامة تتجلى رحمة النبي صلي الله عليه و سلم بأمته ، فإن له يوم القيامة ثلاث شفاعات خاصة ، الأولى شفاعته لعصاة المؤمنين من أهل الكبائر ممن استحقوا دخول النار ألاّ يدخلوها ، والتي عناها النبي صلي الله عليه و سلم في قوله: لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعَجَّل كلُّ نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة ، إن شاء الله ، من مات من أمتي لم يشرك بالله شيئا18.
قال النووي رحمه الله هنا كلاما نفيسا في شرحه على الحديث: وفي هذا الحديث بيان كمال شفقة النبي صلي الله عليه و سلم على أمته ، ورأفته بهم ، واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة ، فأخَّر دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجتهم.
والثانية شفاعته صلي الله عليه و سلم للمؤمنين في دخول الجنة ، وثالثها شفاعته صلي الله عليه و سلم في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب ، وقد تقدم الكلام على كل نوع منها بالتفصيل.
السادس: وكما أن النبي صلي الله عليه و سلم كان سببا في الرحمة لمن لحقه ، فإنه كذلك سبب في الرحمة لمن سبقه من الأمم ، فهو صاحب الشفاعة العظمى لبدء الحساب يوم القيامة ، مؤمنهم وكافرهم ، وذلك بعد أن يضِــجُّوا من الحر وطول الوقوف ، وقد تقدم بيان ذلك وذكر أدلته.
السابع من دلائل رحمته ما قاله البغوي رحمه الله: فهو مبعوث صلي الله عليه و سلم بالرحمة أيضا من حيث إن الله وضع في شريعته عن أمته ما كان في شرائع الأمم السالفة عليهم من الآصار والأغلال ، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه في قصة موسى عليه السلام
ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم19
الثامن: ومن دلائل رحمته صلي الله عليه و سلم أنه كان يخفف في العبادات إذا لزِم الأمر ،
عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم قال:
إني لأقوم في الصلاة أريد أن أُطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتـجوَّز 20 في صلاتي كراهية أن أشق على أُمِّــهِ21.
.
ولما أطال معاذ بن جبل رضي الله عنه في صلاته وشق ذلك على من كان معه يصلي ، عاتب النبي صلي الله عليه و سلم معاذا فقال له: يا معاذ ، أفتَّانٌ أنت؟ أو: أفاتنٌ أنت؟ - ثلاث مرات - ، فلولا صليت بـسبح اسم ربك الأعلى ، والشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى ، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة22.
ومن رحمته بأمته أنه ضَحَّى عمَّن لم يُضَحِّ من أمته ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: صليت مع رسول الله صلي الله عليه و سلم عيد الأضحى ، فلما انصرف أُتِـي بكبشٍ فذبحه فقال: باسم الله والله أكبر ، اللهم إن هذا عني وعمَّن لم يُضَحِّ من أمتي23.
ومن رحمته بأمته أن أعرابيا جاهلا أتى إلى المسجد النبوي فبال فيه ، فقام إليه الصحابة وصاحوا به ، فنهاهم عليه الصلاة والسلام وقال لهم: دعوه وهَرِيقوا 24 عليه بوله سَجلاً 25من ماء ، فإنما بعثتم مُيسرين ولم تبعثوا معسرين.
ثم دعا الأعرابي فقال له معلما: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر ،إنما هي لذكر الله عز وجل ، والصلاة ، وقراءة القرآن26.
التاسع: ومن دلائل رحمته أيضا رحمته بالجمادات ، ومن ذلك قصة حنين جذع نخلة كانت في المسجد إليه ، فقد كان النبي صلي الله عليه و سلم يخطُب يوما إلى جذع نخلة في المسجد ، فصنعوا له منبرا ، فلما كانت الجمعة قعد إليه النبي صلي الله عليه و سلم ، فبكى الجذعُ حتى سمعوا له صوتا مثل صوت العِـشار27 ، حتى نزل النبي صلي الله عليه و سلم فوضع يده عليه وضمَّهُ فسكت28 .
العاشر: ومن دلائل رحمته أيضا رحمته بالحيوانات ، فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و سلم دخل حائطا 29 لرجل من الأنصار ، فإذا فيه ناضِح 30 له ، فلما رأى النَّبيَّ صلي الله عليه و سلم حنَّ وذرَفت عيناه 31 ، فنزل رسول الله صلي الله عليه و سلم فمسح ذِفراه 32 وسَراته 33 فسكن ، فقال: من ربُّ هذا الجمل34 ؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء شاب من الأنصار فقال: أنا.
فقال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها؟ فإنه شكاك إليَّ ، وزعم أنك تُـجيعه وتُدئِــــــبُــــــهُ 3635 .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنَّا مع رسول الله صلي الله عليه و سلم في سفر ، فانطلق لحاجته ، فرأينا حُـمَّــــرةً 37 معها فَرْخان ، فأخذنا فرخيها ، فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تَـــــفْـــــرُش 38 ، فجاء النَّبي صلي الله عليه و سلم فقال: من فَجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها.
ورأى قرية نمل قد حرقناها ، فقال: من حرَّق هذه؟ قلنا: نحن ، قال: إنَّه لا ينبغي أن يعذِّب بالنَّار إلَّا ربُّ النَّار39 40.