{وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا أَىَّ مُنقَلَبٍۢ يَنقَلِبُونَ} (2) (3).
كتب إبراهيم بن أدهم إلى عباد بن كثير بمكة:
اجعل طوافك وحجك وسعيك، كنومة غاز في سبيل الله (1).
فكتب إليه عباد بن كثير: اجعل رباطك وحرسك وغزوك، كنومة كاد (2) على عياله من حله (3) (4).
مرَّ إبراهيم بن أدهم على حلقة الأوزاعي - رحمهما الله - فرأي ازدحاماً كثيراً، فقال: لو كان هذا الازدحام على أبي هريرة رضي الله عنه لعجز عنه (1).
فبلغ ذلك الأوزاعي فترك الجلوس من ذلك اليوم (2).
قال إبراهيم:
من عرف ما يطلب، هان عليه ما يبذل.
ومن أطلق بصره، طال أسفه.
ومن أطلق أمله، ساء عمله.
ومن أطلق لسانه، قتل نفسه (3).
قال إبراهيم:
الهوى يردي، وخوف الله يشفي.
واعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك، وإذا خفت من تعلم أنه يراك (1).
قال إبراهيم:
اذكر ما أنت صائر إليه، حق ذكره.
وتفكر فيما مضى من عمرك، هل تثق به، وترجو النجاة من عذاب ربك؟!
فإنك إذا كنت كذلك، شغلت قلبك بالاهتمام بطريق النجاة، عن طريق اللاهين الآمنين المطمئنين، الذين اتبعوا أنفسهم هواها، فأوقعتهم على طريق هلكتهم.
لا جرم سوف يعلمون، وسوف يتأسفون، وسوف يندمون
{وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا أَىَّ مُنقَلَبٍۢ يَنقَلِبُونَ} (2) (3).
قال إبراهيم:
إن بينكم وبين القوم (1) بعداً. أقبلت عليهم الدنيا ففروا منها، وأدبرت عنكم فتبعتموها (2).
قال إبراهيم:
من ادعى الزهد في الدنيا، ثم غضب ممن ينقصه عند أهلها، فهو كاذب في دعواه (3).
قال إبراهيم بن بشار: كتب عمر بن المنهال القرشي إلى إبراهيم بن أدهم: أن عظني عظة أحفظها عنك.
فكتب إليه:
أما بعد:
فإن الحزن على الدنيا طويل، والموت من الإنسان قريب، وللنفس منه في كل وقت نصيب، وللبلى في جسمه دبيب.
فبادر بالعمل قبل أن تنادى بالرحيل، واجتهد في العمل في دار الممر، قبل أن ترحل إلى دار المقر (1).
قال إبراهيم:
أشد الجهاد جهاد الهوى، من منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلائها، وكان محفوظاً ومعافى من أذاها (2).
قال إبراهيم:
إنك كلما أمعنت النظر في مرآة التوبة، بان لك قبح شين المعصية (3).