قال إبراهيم:
إذا كنت بالليل نائماً، وبالنهار هائماً، وفي المعاصي دائماً (1)، فكيف ترضي من هو بأمورك قائماً (2).
قال إبراهيم:
ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا، ولا نسأل كشفه من ربنا؟!
ثم قال:
ثكلتْ عبداً أمه، أحب الدنيا، ونسي ما في خزائن مولاه (3).
قال إبراهيم:
ليس شيء أشد على الشيطان من عالم يتكلم بعلم، ويسكت بعلم، يقول: انظروا إلى هذا، سكوته أشد عليَّ من كلامه (1).
رأى إبراهيم بن أدهم رجلاً يحدث - يعني من كلام الدنيا - فوقف عليه فقال له: كلامك هذا ترجو فيه؟
قال: لا.
قال: فتأمن عليه؟
قال: لا.
قال: فما تصنع بشيء لا ترجو فيه ولا تأمن عليه؟ (2).
قال إبراهيم:
رأس العبادة التفكر والصمت إلا من ذكر الله، ولقد بلغني عن لقمان أنه قيل له: يا لقمان ما بلغ من حكمتك؟
قال: لا أسأل عما كُفيت، ولا أتكلف ما لا يعنيني (1).
قيل لإبراهيم بن أدهم: إن فلاناً يتعلم النحو. فقال:
هو إلى أن يتعلم الصمت أحوج (2).
قال إبراهيم:
دارنا أمامنا، وحياتنا بعد وفاتنا، فإما إلى الجنة، وإما إلى النار (3).
قال إبراهيم:
مثل لبصرك حضور ملك الموت وأعوانه لقبض روحك، وانظر كيف تكون حينئذ!!
ومثل له هول المضجع، ومساءلة منكر ونكير، وانظر كيف تكون!!
ومثِّل له القيامة وأهوالها وأفزاعها، والعرض والحساب، وانظر كيف تكون!! ثم خر مغشياً عليه (1).
قال إبراهيم:
إنما ينبغي للعبد أن يصمت، أو يتكلم ما ينتفع به، أو ينفع به من موعظة، أو تنبيه، أو تخويف، أو تحذير.
واعلم، أنه إذا كان للكلام مثل، كان أوضح للمنطق، وأبين في المقياس، وأنقى للسمع، وأوسع لشعوب الحديث (2).
قال إبراهيم:
لا يكمل مقام الفقير إلا برفض الدنيا، وعدم تقديم نفسه فيها على إخوانه إلا أن يكون أحوج منهم (1).
قال إبراهيم:
ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة، في الدنيا والآخرة، لا يسألهم الله يوم القيامة عن زكاة، ولا عن حج، ولا عن صدقة، ولا عن صلة رحم، ولا عن مواساة.
وإنما يسأل ويحاسب عن هذا هؤلاء المساكين، أغنياء في الدنيا، فقراء في الآخرة، أعزة في الدنيا، أذلة يوم القيامة.
لا تغتم ولا تحزن فرزق الله مضمون سيأتيك,
نحن والله الملوك الأغنياء، نحن الذين قد تعجلنا الراحة في الدنيا، لا نبالي على أي حال أصبحنا وأمسينا، إذا أطعنا الله عز وجل (1).