وإلى هذا تشير سورة الأنفال التي نزلت بعد بدر في قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا مِنۢ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَٰهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰٓئِكَ مِنكُمْ ۚ } (2).
تتابع وصول المهاجرين
نعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخرج من مكة مهاجراً إلا بعد أن كان معظم المسلمين من أهل مكة قد سبقوه بالهجرة، ولم يبق إلا من حبس، أو من حالت بينه وبين الهجرة أمور ينتظر زوالها.
وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم - بعد وصوله إلى المدينة - زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه، وبعث أبو بكر معهما عبدالله بن أريقط. . بغية إحضار آل النبي صلى الله عليه وسلم وآل أبي بكر. . (1) وقدم معهم طلحة بن عبيدالله، الذي كان في تجارة ببلاد الشام عند هجرته صلى الله عليه وسلم (2).
وذكر ابن كثير في تفسيره أن مرثد بن أبي مرثد كان يحمل الأسارى (3) من مكة حتى يأتي بهم المدينة. . (4).
وفي شهر شوال من السنة الأولى خرج المقداد بن عمرو، وعتبه بن غزوان - وكانا مسلمين - مع أبي سفيان في قافلة تجارية. وقد التقت هذه القافلة بسرية عبيدة بن الحارث مع ستين من المهاجرين في بطن رابغ. . وفر المقداد وعتبة إلى صف المسلمين (1).
وهكذا كانت تبذل الجهود، وبأساليب متعددة، بغية استكمال هجرة من لم يهاجر.
وإلى هذا تشير سورة الأنفال التي نزلت بعد بدر في قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا مِنۢ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَٰهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰٓئِكَ مِنكُمْ ۚ } (2).