"غَطُّوا الْإِنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ" (1).
14- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"غَطُّوا الْإِنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ" (1).
السقاء: ظرف الماء من الجلد؟
الوكاء: الخيط الذي تشد به الصرة والكيس، وغيرهما.
في الحديث أدب من الآداب الجامعة النافعة؛ وهي صيانة الأواني من الآفات، لتحصيل السلامة عن الضرر والوباء.
1- إذا بقيت أواني الطعام والشراب مكشوفة، فيحتمل أن يلج فيها بعض ذوات السموم.
2- من فوائد تغطية الأواني: صيانتها من الشيطان؛ فإن الشيطان لا يكشف غطاء، ولا يحل سقاء، كما صحت بذلك الأحاديث.
3- ومن فوائد تغطية الأواني: صيانتها من النجاسة والمقذرات.
4- ومن فوائد تغطية الأواني: صيانتها من الوباء الذي ينزل في ليلة من السنة.
5- ومن فوائد تغطية الأواني: صيانتها من الحشرات وغيرها، فربما وقع شيء منها فيه، فشربه وهو غافل فيتضرر به.
6- لم يعين النبي صلى الله عليه وسلم هذه الليلة ليكون الحذر من كشف الآنية كل ليلة؛ فيكون الاحتراز عاماً لكل ليلة.
7- من ترك الآنية مكشوفة، فوقع فيها الوباء، فقد قصر في الاحتراز، وفرط.
8- هذا الإرشاد النبوي يدل على كمال شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته؛ فهو يرشدهم إلى سبل السلامة في دنياهم وآخرتهم.
9- وذكر التغطية من باب التمثيل على سبل الصيانة الاحترازية من الوباء قبل وقوعه؛ وعليه فكل سبب يؤدي إلى الاحتراز من وباء محتمل الوقوع، فإنه يدخل في عموم معنى الحديث.
10- والخلاصة: في الحديث الاحتراز من الوباء قبل وقوعه.