خيرية التيسير في المهر

تحت قسم: أربعون حديثاً في الخيرية

عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"خير الصداق أيسره"

(1).

وفي رواية عن عَائِشَةَ - رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً"

(2).

أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين إلى عدم التغالي في المهور والتيسير فيها.

كما يحث الرسول صلى الله عليه وسلم على أفضلية النكاح مع قلة المهر، وأن الزواج بمهر قليل مندوب إليه؛ لأن المهر إذا كان قليلاً لم يستصعب النكاح من يريده فيكثر الزواج المرغب فيه، ويقدر عليه الفقراء ويكثر النسل الذي هو أهم مطالب الزواج، بخلاف ما إذا كان المهر كثيراً فإنه لا يتمكن منه إلا أرباب الأموال (3).

_______________________

والمغالاة في المهور تعطي الشباب فرصة التعلل والإكثار من المعاذير والحجج، فيسهل عليهم الإحجام عن الزواج ويحصل بذلك مفاسد عظيمة على الشاب والفتاة.

فعلى المسلم أن يقتدي برسول الأمة صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إلا أم حبيبة بنت أبي سفيان (1) لم تزد مهورهن على خمسمائة درهم في أكثر الروايات، فقد قالت عائشة - رضي الله عنها - عندما سألها أبو سلمة: كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشئاً، قالت: أتدري ما النشء؟ قلت: لا قالت: نصف أوقية. فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه (2).