{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا}
اختاره الله عز وجل عن علم وحکمة، واصطفاه على البشر؛ فكان لا بد أن نتعرف على هذه الحياة المباركة التي صنعت على عين الله تبارك وتعالى؛ لعلها أن تكون نبراساً لحياتنا، ونجاة الأمتنا.
بالاقتداء به، والتأسي بهديه، قال الله عز وجل:
{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا}
[الأحزاب: ۲۱]
وقال:
{فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
[النور: 63]
لحفظ الله عز وجل له، وعصمته له من الزلل، ولو وقع منه الخطأ لم يقر عليه، فحري بمن هذه صفاته أن يقتدى به، وتدرس حياته، ويتعرف على هديه.
لأن في دراسة حياته أكبر العظات والعير؛ سواء ما يتعلق بالإيمان والتوحيد، أو فيما يتعلق بأخلاقه وسلوكه، أو بهديه ومنهجه، وصبره في الدعوة، والصراع مع الباطل وأهله.
فإذا لم نتأس برسول الله في أقواله وأفعاله وشمائله، ولم نقتف أثره؛ فلن تفلح أبداً، ولن ننتصر أبدا.
ألم يجعل الله عز وجل من النبي الرجل؟ ومن النبي الزوج؟ ومن النبي الأخ؟ ومن النبي الصديق ؟ ومن النبي الحاكم؟ ومن النبي القائد؟ ألم يجعل الله عز وجل شخصية النبي قدوة لنا | في كل أحواله؟
فلا بد إذا من وقفة متأنية عند جانب الاقتداء لتعرف كيف تهتدي بهديه ؟
كيف تتبع ستته؟
كيف يكون النبي أسوة لك؟
لابد لذلك من الاطلاع على جوانب من حياته وسيرته ومواقفه و علاقاته بأصناف الناس على اختلاف أجناسهم وأحوالهم.