زارتنا سودة يوماً، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني وبينها، إحدى رجليه في حجري، والأخرى في حجرها، فعملت لها حريرة [حساء مطبوخ من الدقيق والدسم والماء]، فقلت: كلي، فأبت، فقلت: والله لتأكلن، او لألطخن وجهك، فأبت فأخذت من القصعة شيئاً، فلطخت به وجههاً، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع فخذه لها، وقال لسودة: الطخي وجههاً، فلطخت وجهي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، فإذا عمر يقول: يا عبد الله بن عمر، يا عبد الله بن عمر، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قوماً غسلاً وجوهكما؛ فلا أحسب عمر إلا داخلاً".