يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ قال: "يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم، فإ، كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً بك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل" قال: فتنحى الرجل، فجعل يبكي ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما تقرأ كتاب الله: { وَنَضَعُ ٱلْمَوَٰزِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـًٔا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍۢ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ } [الأنبياء: 47]؟ فقال الرجل: والله يا رسول الله ما أجد لي ولهؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم، أشهدكم أنهم أحرار كلهم.