قال لي ﷺ: ((اقرأ علي)) قلت: يا رسول الله ،
أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال:(( نعم)). فقرأت سورة حتى أتيت إلى هذه الآية: (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)) [النساء:41]. قال:(( حسبك الآن)). فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. وأرشد النبي ﷺ إلى أخذ القرآن عنه، فقال: (( خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد فبدأ به، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة)) أي: تعلموه منها، والأربعة المذكورون، اثنان من المهاجرين، وهما المبدأ بهما، واثنان من الأنصار، وسالم هو ابن معقل مولى أبي حذيفة قال العلماء: سببه أن هؤلاء أكثر ضبا لألفاظه، وأتقن لأدائه، وإن كان غيرهم أفقه في معانيه منهم. أو لأن هؤلاء الأربعة تفرغوا لأخذه منهﷺ مشافهة، وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم من بعض. أو أنه ﷺ أراد الإعلام بما يكون بعد وفاته ﷺ من تقدم هؤلاء الأربعة وتمكنهم، وأنهم أقعد من غيرهم في ذلك، فلا يؤخذ عنهم.