كنت جالسة عند النبي ﷺ إذ جاءه رجلان يختصمان فى مواريث فى قد درست. فقال رسول الله ﷺ:( إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء، فلا يأخذ منه شيئا، فإنما أقطع له قطعة من النار). فبكى الرجلان، وقال كل واحد منهما: حقي هذا الذي أطلب لصاحبي. فقال لهما النبي ﷺ:( أما إذ فعلتما ما فعلتما، فاقتسما وتوخيا الحق، ثم استهما، ثم تحالا).(وتوخيا) أي: اطلبوا الحق، والعدل في القسمة، واجعلا المتنازع فيه نصفين. (ثم استهما) أي: اقترعوا لتعيين الحصتين إن وقع التنازع بينكما؛ ليظهر أي القسمين وقع في نصيب كل منهما، ولياخذ كل واحد منكما ما تخرجه القرعة من القسمة.(ثم تحالا) أي: ليجعل كل واحد منكما صاحبه في حل من قبله بإبراء ذمته.