أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا[1] كان يهدي للنبي ﷺ الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله ﷺ إذا أراد أن يخرج فقال النبيﷺ( إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه) وكان النبي ﷺ يحبه، وكان رجلا دميما، فأتاه النبيﷺ يوما، وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، وهو لا يبصره. فقال الرجل: أرسلني، من هذا؟ فالتفت، فعرف النبي ﷺ فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي ﷺ حين عرفه. وجعل النبيﷺ يقول( من يشتري العبدي؟)[2] فقال: يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا. فقال النبيﷺ:( لكنك عند الله لست كاسدا) أ, قال( لكن عند الله أنت غال)[3] (باديتنا) أي: ساكن باديتنا، أو يهدي إلينا من صنوف نبات البادية، وأنواع ثمار فصار كأنه باديتنا، أو إذا احتجنا متاع البادية جاء به إلينا، فأغنانا عن الرحيل.( ونحن حاضروه) أي: نجهره بما يحتاجه من الحاضرة، أ, أ،ه لا يقصد بالرجوع إلى الحاضرة إلا مخالطتها.[4] ( وكان رجلا دميما) أي: قبيح الصورة، مع كونه مليح السيرة. ففيه التنبيه على أن المدار على حسن الباطن، ولذا جاء في الحديث:(إن الله لا ينظر إلى صوركم، وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، وأعمالكم)[5]