وكان يدلهم على الأعمال الصالحة التي تكفر معاصيهم، وتكون سببا في قبول توبتهم

تحت قسم: كيف عاملهم النبي ﷺ؟

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قا

جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني عالجت امرأة[1] في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسها ، فأنا هذا، فاقض في ما شئت. فقال له عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك!! فلم يرد النبي ﷺ شيئا. فقام الرجل، فانطلق.

فأتبعه النبي ﷺ رجلا دعاه،

وتلا عليه هذه الآية

(وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ)

[هود:114]

فقال رجل من القوم: يا نبي الله هذا له خاصة؟ قال( بل للناس كافة)[2] ( إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ) أي: هذه الصلوات الخمس، وما ألحق بها من التطوعات من أكبر الحسنات، وهي: مع أنها حسنات تقرب إلى الله، وتوجب الثواب، فإنها تذهب السيئات وتمحوها.

والمراد بذلك: الصغائر، كما قيدتها الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ، مثل قوله:( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلي رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر)[3]

وكما قيدتها الآية التي في سورة النساء، وهي قوله تعالى ( إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا ) [النساء:31][4]

وتمسك بظاهر قوله تعالى(إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ) المرجئة، وقالوا: إن الحسنات تكفر كل سيئة كبيرة كانت أو صغيرة، وحمل الجمهور هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح.واستدل بهذا الحديث على عدم وجوب الحد في القبلة و اللمس ونحوهما، وعلى سقوط التعزيز عمن أتى شيئا، وجاء تائبا نادما[5].

المراجع

  1. أي: تناولها واستمتع بها 
  2.  رواه البخاري[526] ومسلم[2763] 
  3.  رواه مسلم [233] عن أبي هريرة رضي الله عنه 
  4.  تفسير السعدي[391/1] ؟ فتح الباري[357/8]