الناقض الثاني (من لم يُــكَــفِّــر المشركين أو شك في كفرهم أو صحَّح دينهم)

تحت قسم: خطبة مختصرة عن الناقض الثاني من نواقض الإسلام - من لم يكفر المشركين


إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلـٰه إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء)

(وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاًعَظِيما)


أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وجوب الإيمان بالله والكفر بالطاغوت

وقال إبراهيم عليه السلام وهو يعلن البراءة من دين قومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمة في عقبه لعلهم يرجعون.

وعن طارق بن أشيم الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال لا إلـٰه إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله؛ حَـرُم ماله ودمه، وحسابه على الله)[1]، ومفهوم الحديث أن من لم يَكفر بما يعبد من دون الله لم يحرم دمه وماله، وهذا لا يكون إلا في حق الكافر.[2]

عدم تكفير المشركين من نواقض الإسلام – وبيان وجوه ذلك

أهمية الكفر بالطاغوت

تحقيق الكفر بالطاغوت يكون بأمور خمسة

فنصت الآية على ثلاثة أمور؛ البراءة من أشخاص الكفار، ومن فعلهم – وهو ارتكاب الشرك -، وعلى بغضهم وعداوتهم.

وأما اعتقاد بطلان عبادة آلهتهم فظاهر من الآية الكريمة، فإنه لولا اعتقاد بطلانها لما حصلت هذه الأمور الثلاثة.

وأما هجر عبادة آلهتهم وتركها فمستفاد من قوله تعالى عن إبراهيم إذ قال لقومه ﴿وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا﴾.

البراءة من الكفر تحصل بالجوارح كلها

البراءة من الكفر تكون بجميع أنواع الكفر وليست محصورة بالبراءة من الشرك في العبادة

فالضِّد يظهر حسنه الضد وبضِدها تتبين الأشياء

فمن لم يعرف الشرك لم يعرف التوحيد، ومن لم يتبرأ من الشرك فما حقق التوحيد.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

ثم إن الشاك لم يعرف دين الإسلام حقا، ولو كان يعرف دين الإسلام لتبين له ضده وهو الكفر، ومن لم يعرف دين الإسلام فكيف يحكم له بأنه مسلم ؟!

قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب [6]رحمهم الله جميعا في كتابه «أوثق عرى الإيمان»: 

فإن كان شاكا في كفرهم أو جاهلا بكفرهم؛ بُـيِّنت له الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) على كفرهم، فإن شك بعد ذلك أو تردد فإنه كافر بإجماع العلماء على أن من شك في كفر الكافر فهو كافر. انتهى.[7]

حكم من صَـحَّـحَ مذهب الكفار ودينهم

فالحاصل أن من صحح دين الكفار من يهودية أو نصرانية فهو كافر، عياذا بالله.[8]

الدعوة إلى التقارب مع الرافضة داخلة في تحسين دين المشركين

خاتمة الخطبة


المراجع

  1. رواه مسلم (23).
  2. قاله الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في كتابه: «شرح نواقض الإسلام»، ص: 79.
  3. « الفتاوى السعدية »، ص: 98.
  4. «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» (7/418)، دار القاسم – الرياض.
  5. «شرح نواقض الإسلام»، ص: 79. 
  6. الشيخ سليمان من فحول علماء نجد، ولد سنة 1200 هـ، درس على عدة مشائخ، وعنده إجازة في رواية الكتب الستة، درّس وولي القضاء، وتوفي شابا شهيدا بإذن الله سنة 1234 هـ، له عدة مؤلفات من أشهرها كتابه «تيسير العزيز الحميد»، والكتاب على مدى ثلاث قرون ينهل منه العلماء وطلبة العلم إلى وقتنا هذا، وهو عمدة في علم توحيد العبادة، ومَن بعده عيال عليه، رحمة الله رحمة واسعة.
  7. ص: 135، من مجموع رسائله التي جمعها الشيخ د. الوليد بن بن الرحمـٰن آل فريان حفظه الله، الناشر: دار عالم الفوائد. 
  8. انظر: «الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان»، للشيخ بكر أبو زيد، رحمه الله، وكتاب «شرح نواقض الإسلام»، ص 81، للشيخ صالح الفوزان، حفظه الله.