خرجنا مع رسول الله ﷺ فى سفر أصاب الناس فيه شدة. فسمعت عبد الله بن أبى يقول : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل. قال زيد بن أرقم : فذكرت ذلك لعمى(1) ، فذكره للنبى ﷺ ، فدعانى ، فحدثته. فأرسل رسول الله ﷺ ، وصدقه (2)، فأصابنى هم لم يصبنى مثله قط ، فجلست فى البيت (3). فقال لى عمى : ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ﷺ ، ومقتك؟! فوقع فى نفسى مما قالوه شدة حتى أنزل الله تعالى :إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ [ المنافقون : 1] إلى أخر السورة وفيها : هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ[7] يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ[ المنافقون : 7-8] فأرسل إلى رسول الله ﷺ فقرأها على ، ثم قال : إن الله قد صدقك يازيد (4)قال : ثم دعاهم النبىﷺ ، ليستغفر لهم قال: فلووا رءوسهم (5).