لما أقبل رسول الله ﷺ من غزوة تبوك ، أمر منادياً ، فنادى : إن رسول الله ﷺ أخذ العقبة (1)، فلا يأخذها أحد. فبينما رسول الله ﷺ يقوده حذيفة ، ويسوق به عمار، إذا أقبل رهط متلثمون على الرواحلى ، غشوا عماراً، وهو يسوق برسول الله ﷺ ، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل . فقال رسول الله ﷺ لحذيفة : " قد،قد " (2) ، حتى هبط رسول الله ﷺ . فلما هبط رسول الله ﷺ نزل ، ورجع عمار. فقال: " ياعمار ، هل عرفت القوم ؟ " . فقال : قد عرفت عامة الرواحل ، والقوم متلثمون. قال : " هل تدرى ما أرادوا ؟" . قال : الله ورسوله أعلم . قال: " أرادوا أن ينفروا برسول الله ﷺ ، فيطر حوء " . فعذر رسول الله ﷺ منهم ثلاثة، قالوا : والله ما سمعنا منادى رسول الله ﷺ ، وما علمنا ما أراد القوم. فقال عمار : أشهد أن الاثنى عشر الباقين حرب لله ولرسوله فى الحياة الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد (3).