۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ
فقد مضت سنة الله تعالى في الإنسان أن جعلة يمر بمراحل متعددة فى رحلتة الدنيوية ، فيبدأ وليداً ضعيفاً ، ثم شاباً قوياً ، وأخيراً شيخاً ضعيفاً .
قال الله تعالى :
۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ
[ الروم : 54 ] .
ولقد حرص الإسلام على العناية بمرحلة الشيخوخة ، وجعلها محطة تكريم وعناية خاصة ؛ وذلك لأن صاحبها يتصف بالضعف ، ويحتاج إلى من يخدمة ، ويقوم بشؤنه .
ولذلك فهى مرحلة حرجة .
وقد كان النبي ﷺ يقول : " اللهم إنى أعوذ بك من العجز ، والكسل ، والجبن ، والهرم " (1).
وكان يقول أيضاً : " اللهم إنى أعوذ بك أن أراد إلى أرذل العمر " (2).
وأرذل العمر هو أخسه وأنقصة ؛ لأن الأنسان تنقص فيه قواه الطاهرة والباطنة ، حتى قواه العقلية تنقص ، فينسي الإنسان ما كان يعلمه (3).
قال النووى : " أما استعاذتة ﷺ من الهرم ، فالمراد به الأستعاذة من الرد إلى أرذل العمر ؛ كما جاء فى الرواية التى بعدها ، وسبب ذلك ما فيه من الخرف ، واختلال العقل والحواس والضبط والفهم ، وتشويه بعض المناظر ، والعجز عن كثير من الطاعات ، والتساهل في بعضها " (4).