شهادات الورى لخير من وطئ الثري

مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين صلّى الله عليه وسلم
فتح الله به أعينًا عمياً، وأسمع به آذانا صماً، وشرح به قلوباً غلفاً شهد الله له وملائكته بالنبوّة فقال عزّ من قال(لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمهِ والملائكةُ يشهدون وكفى بالله شهيدا). النساء:166
فهو صلّى الله عليه وسلم لا يحتاج لمن يشهد له بعد شهادة رب العالمين ونحن إذ نتحدث عن دلائل النّبوة فإنما يدفعنا إلى ذلك أمران:

أمّا الأمر الأوّل:فإنّه ينبع من حبّنا الجمّ، وشوقنا الكبير لصاحب الرّسالة العظمى – صلى الله عليه وسلم أن ننقّب عنه في كتب الأوّلين؛ فتسعد بذكره قلوبنا.

الأمر الثّاني:فهو ما نصبو إليه من هداية الضّالّين، وتثبيت المتشككين، وإرشاد التائهين.

إفصاح القرآن عمّا جاءت به الكتب المقدسة من برهان

وقد أشار القرآن الكريم إلى معرفة أهل الكتاب بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلم معرفة مؤكدة موثّق بها
والآيات التّالية تدلّل على ذلك فالنّبي صلّى الله عليه وسلم يعلمه كل  مَن عنده علم الكتاب  فقال تعالى﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾(الرعد:43).  

يعلمه علماء بني إسرائيل قال تعالى﴿ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ ءَايَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾(الشعراء:197).
يعرفونه كما يعرفون أبناءهم :قال تعالى عن محمد صلى الله عليه وسلم :﴿الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ﴾(البقرة:146)

يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ( الّذين يتّبعون النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل )( الاعراف 57.)

يقول الرسول-صلّى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم:( إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بالبيتِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ )

وقد ورد في إنجيل متى الإصحاح 21 الفقرة 42،43 (قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل).ولا يمكن حمل هذا الكلام على المسيح وأمّته؛ لأن المسيح نفسه من أمّة بني إسرائيل، كما أن المسيح- عليه السلام- يقول: (وهو عجيب في أعيننا)، مما يدل على أنه يتكلم عن شخص آخر غيره.فمن هو المقصود إذن بحجر الزاوية غير محمد-صلى الله عليه وسلم-، الذي قال عن نفسه: (أنا اللبنة وأنا خاتم النّبيين)؟!

2-مكان بعثته

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركًا وهدي للعالمين فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا...) الآية, آل عمران:96 الآية تتحدث عن بكة كمكان لبيت الله، الّذي أمر الله الناس أن تحج إليه." 5:84 طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم. 6:84عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً أيضا ببركات يغطون مورة "ووادي البكاء هذا بالنسخة العربية أمّا بالنّسخة الانجليزية فتكتب وادي بكَّة وتبدا بحرف كابتال (بي كابتال)، مما يدل على أنه اسم لِعلَم لا يمكن ترجمته.
 والنّص كما ورد في النسخة الإنجليزية هو: (, in whose heart are ways of them who passing through the valley of bacamake it awell, the rain also filleth the pools, they go from strength to strength, every one of them in zion appeareth before god)

اسمه صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسه

اسمه محمدا وأحمدا-وذلك في نشيد الإنشاد من التوراة في الإصحاح (5) الفقرة (16) وردت هذه الكلمات: حِكو مَمْتَكيم فِكلّو محمديم زيه دُودي فَزيه ريعي. ومعنى هذا : "كلامه أحلى الكلام إنه محمد العظيم هذا حبيبي وهذا خليلي"

و عند النصارى في إنجيل يوحنا(11) في قول عيسى عليه السلام وهو يخاطب أصحابه : "لكنّي أقول لكم إنه من الخير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي الفارقليط."(خ)
وكلمة "المعزي" أصلها منقول عن الكلمة اليونانية باراكلي طوس المحرفة عن الكلمة بيركلوطوس التي تعني محمد أو أحمد. "

- وفي إنجيل "برنابا"  مكتوب" وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله".

ب-إخباره بكوائن مطابقة للواقع

  -1-ظهور القلم وكثرة القراءة :قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ .......... ظُهُورَ الْقَلَمِ " [ أخرجه أحمد وصحح إسناده أحمد شاكر برقم 3870 ] 

2-كثرة موت الفجأة : فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أمارات الساعة . . . أن يظهر موت الفجأة " [ أخرجه الطبراني في الصغير والأوسط وحسنه الألباني في صحيح الجامع] .

3-وقوع التّناكر بين الناس عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ فأخبر منها  : " وَيُلْقَى بَيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ ، قّلّمَا ( قلما أليس كذلك؟)يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدًا " [ أخرجه أحمد وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ]

.
4- تقارب الزمان والأسواق وتقريب أجزاء الأرض وكثرة الزلازل والهرج  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، وحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ " [ أخرجه البخاري ]
"لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق

   أما تقارب الزمان:  فقد حمل العلماء الحديث على ثلاثة معانٍ: قصرُ الأعمار أو ذَهابُ بركتها أو تقاربُ الزمان حقيقة

 أمّا الزلازل :قال ابن حجر رحمه الله : " المراد بكثرتها : شمولها ودوامها  " [ الفتح 17 / 109 ] .
أمّا تقريب أجزاء الأرض: فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان وتزوى الأرض زيّاً". فهذه الأرض قد زويت فرأى راكب الصاروخ مشارقها ومغاربها ورأى الناس معه ذلك، وهذه المسافات قد اختصرت وهذه الأصوات قد سمعت من الأماكن البعيدة والصور قد انتقلت وهذا من زوي الأرض وتقارب الزمان.

5- عودة بلاد العرب مروجا خضراء وروى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة  رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى ................ وحتى تعودَ أرض العرب مروجا وأنهارا)). أخرجه مسلم ح (157).
يقول العالـم الجيولوجي الألماني الفريد كرونر أن عود جزيرة العرب إلى تلك الحال مسألة معروفة عند العلماء، وأنها حقيقة من الحقائق العلمية ولما أُخبِر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ,تعجب، وقال: "إن هذا لا يمكن أن يكون إلا بوحي من أعلى" أي من عند الله.(إنه الحق، هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي (ص 34).

6- أن يكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبر فخذه بما أحدث أهله بعده فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ " [ أخرجه أحمد بسند صحيح ، السلسلة الصحيحة حديث رقم 122 ]يقول الشيخ الزنداني "ما كان أحد يصدق أن الجماد سيتكلم لكنه الآن ينطق وقد تمكن الباحثون من صنع جهاز للتّنصّت ينقل الأخبار من أي مكان إلى حامل هذا الجهاز وذلك بواسطة توجيهه على موجة معيّنة وغداً يطوّر هذا الجهاز فيحمل في النعل في شكل عذبة سوطٍ  تتحدّث  وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "

7- ركوب  السّيّارات تحقّقت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ولتُتركن القِلاص فلا يُسعى عليها)). رواه مسلم ح (255)وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر بعض صفات المركوبات التي سيستحدثها الناس وبعض ما سيرافقها من المنكرات فقال: ((سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المسجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهم كأسنمة البخت العجاف )).  رواه أحمد ح (7043).

8- كثرة الشُرَط (الشرطة) وجاء في حديث أبي أمَامَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ أَوْ قَالَ يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ " [ أخرجه أحمد وهو حديث صحيح ] ، وعند الطبراني : " سيكون في آخر الزمان شرطة ، يغدون في غضب الله ، ويروحون في سخط الله ، فإياك أن تكون من بطانتهم " [ وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3560 ]

9- حصار الأمصار (العراق ثم الشام ثم مصر) قال صلى الله عليه وسلم (منعت العراق درهمها و قفيزها ، و منعت الشام مدها و دينارها ، و منعت مصر إردبها و دينارها ، و عدتم من حيث بدأتم ، و عدتم من حيث بدأتم ، و عدتم من حيث بدأتم) الراوي: أبو هريرة  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: صحيح الجامع  

10 - ظهور الغلاء( أعدد ستّا بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا) رواه البخاري .

11-انتفاخ الأهلة : وهو أن يرى الهلال لليلة واحدة فيقال لليلتين ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة " [ أخرجه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5774 ] ، وهذا الحديث واضح اليوم ، فكم يختلف الناس في دخول الشهر وخروجه ، وكم هو اليوم ؟ وذلك لانتفاخ الهلال ، حتى يُرى وكأنه لليلتين

12- التطاول في البنيان قال صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشونها وشي المراحيل " [ أخرجه البخاري في الأدب المفرد
والمراحيل : الثياب المخططة ، ومعنى ذلك : أنه في آخر الزمان سيكون هناك أناس يبنون بيوتاً يزخرفونها ويخططونها مثل تخطيط الملابس وزركشتها .
وقال ابن حجر رحمه الله : " ومعنى التّطاول في البنيان : أن كلاً ممن كان يبني بيتاً يريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر " [ الفتح / باب الفتن ]

ادارة حملة النصرة الان