1. المقالات
  2. هدي النبي المختار في وصف الجنة و النار - محمد نصر الدين محمد عويضة
  3. بناء الجنة وملاطها وحصباؤها و تربتها

بناء الجنة وملاطها وحصباؤها و تربتها

 

ذكر بناء الجنة وملاطها وحصباؤها و تربتها:
 
توجد على وجه هذه البسيطة أبنية فخمة وقصور مشيدة ومساكن وغرف..لكنها مهما علا قدرها وجمالها ومهما تطاول بنيانها وعلوها.. لا تشبه ما في الجنة من مساكن وبنايات إلا في الاسم فقط ، ففي الجنة من سحر المساكن وجمال القصور وتعالي الغرف وتلألؤ الخيام,ما تقر به العين وتسكن إليه النفس وكيف لا وخيامها من لؤلؤ, وقصورها من ذهب وفيها من فاخر الأثاث وكواعب النساء وطيب الشراب ولذيذ الطعام مالا يخطر ببال أو يدور في الخيال ، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد ، ودرر الفرائد . 
 
 
 
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أنَّ النَّبِيِّ   صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْجَنَّةُ بِنَاؤُهَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ .
 
 
[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: (الجنة بناؤها لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ) أَيْ بِنَاؤُهَا مُرَصَّعٌ مِنْهُمَا 
 
( وَمِلَاطُهَا ) بِكَسْرِ الْمِيمِ أَيْ مَا بَيْنَ اللَّبِنَتَيْنِ مَوْضِعُ النُّورَةِ، فِي النِّهَايَةِ: الْمِلَاطُ الطِّينُ الَّذِي يُجْعَلُ بَيْنَ سَاقَتَيِ الْبِنَاءِ يُمَلَّطُ بِهِ الْحَائِطُ أَيْ يُخْلَطُ .
 
( الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ ) أَيِ الشَّدِيدُ الرِّيحِ .
( وَحَصْبَاؤُهَا ) أَيْ حَصْبَاؤُهَا الصِّغَارُ الَّتِي فِي الْأَنْهَارِ قَالَهُ الْقَارِي. وَقَالَ صَاحِبُ أَشِعَّةِ الجزء السابع اللُّمَعَاتِ: أَيْ حَصْبَاؤُهَا الَّتِي فِي الْأَنْهَارِ وَغَيْرِهَا. قُلْتُ: الظَّاهِرُ هُوَ الْعُمُومُ 
( اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ ) أَيْ مِثْلُهَا فِي اللَّوْنِ وَالصَّفَاءِ 
( وَتُرْبَتُهَا ) أَيْ مَكَانَ تُرَابِهَا 
( الزَّعْفَرَانُ ) أَيِ النَّاعِمُ الْأَصْفَرُ الطَّيِّبُ الرِّيحِ فَجَمَعَ بَيْنَ أَلْوَانِ الزِّينَةِ وَهِيَ الْبَيَاضُ وَالْحُمْرَةُ وَالصُّفْرَةُ وَيَتَكَمَّلُ بِالْأَشْجَارِ الْمُلَوَّنَةِ بِالْخُضْرَةِ. وَلَمَّا كَانَ السَّوَادُ يَغُمُّ الْفُؤَادَ خُصَّ بِأَهْلِ النَّارِ .
( مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ ) بِفَتْحِ وَسَطِهِمَا فِي الْقَامُوسِ: الْبَأْسُ الْعَذَابُ وَالشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ بَؤُسَ كَكَرُمَ بَأْسًا وَبَئِسَ كَسَمِعَ اشْتَدَّتْ حَاجَتُهُ 
( يَخْلُدُ ) أَيْ يَدُومُ فَلَا يَتَحَوَّلُ عَنْهَا 
(ولَا يَمُوتُ ) أَيْ لَا يَفْنَى بَلْ دَائِمًا يَبْقَى 
( َلَا تَبْلَى ) بِفَتْحِ أَوَّلِهِ مِنْ بَابِ سَمِعَ يَسْمَعُ أَيْ لَا تَخْلَقُ وَلَا تَتَقَطَّعُ 
( ثِيَابُهُمْ ) وَكَذَا أَثَاثُهُمْ 
( وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ ) أَيْ لَا يَهْرَمُونَ وَلَا يُخَرِّفُونَ وَلَا يُغَيِّرُهُمْ مُضِيُّ الزَّمَانِ قَالَ الْقَاضِي: مَعْنَاهُ أَنَّ الْجَنَّةَ دَارُ الثَّبَاتِ وَالْقَرَارِ وَأَنَّ التَّغَيُّرَ لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا فَلَا يَشُوبُ نَعِيمَهَا بُؤْسٌ وَلَا يَعْتَرِيهِ فَسَادٌ وَلَا تَغْيِيرٌ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ دَارَ الْأَضْدَادِ وَمَحَلَّ الْكَوْنِ وَالْفَسَادِ .
 
مسألة : ما هي تربة الجنة ؟
 تربة الجنة : المسك والزعفران والدرمكة البيضاء (الدقيق الحواري الخالص البياض). 
وتأمل في الأحاديث الآتية بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيها واجعل لها من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيها من غرر الفوائد ، ودرر الفرائد . 
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أنَّ النَّبِيِّ   صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْجَنَّةُ بِنَاؤُهَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ .
( حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم ) أن النبي  صلى الله عليه وسلم   قال لابن صياد: " ما تربة الجنة؟ قال: درمكة بيضاء مسك يا أبا القاسم, قال: صدقت" .
( حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم ) أن بن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال درمكة بيضاء مسك خالص، وثبت في السنة الصحيحة أن تربتها الزعفران كما في الحديث الآتي :
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أنَّ النَّبِيِّ   صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْجَنَّةُ بِنَاؤُهَا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ .
 
 أخي الحبيب: 
إن كنت المحب لهذا العيش الرغيد ولتلك المساكن الطيبة, فاصبر نفسك على طاعة الله, واجتناب محارمه وأداء الصلوات والصيام والقيام في الظلمات.. 
 ولله درُ من قال :
       فما هي إلا ســاعة ثم تنقــضي ويدرك غب السير من هو صابر
المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day