1. المقالات
  2. احفظ معنا ثلاث آيات كل يوم
  3. الايات 142 و 143 من سورة البقرة

الايات 142 و 143 من سورة البقرة

10002 2012/06/10 2024/03/28

الآيات

سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) 
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)
التلاوة

شرح الكلمات :
{ السفهاء } : جمع سفيه وهو ببه ضعف عقلي لتقليده وإعراضه عن النظر نجم عنه فساد خُلُقٍ وسوء سلوك .
{ ما ولاَّهم } : ما صرفهم عن استقبال بيت المقدس إلى استقبال الكعبة بمكة .
{ القبلة } : الجهة التي يستقبلها المرء وتكون قبالته في صلاته .
{ أمةً وسطاً } : وسط كل شيء خياره ، والمراد منه أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم وأعدلها .
{ ينقلب على عقبيه } : يرجع إلى الكفر بعد الإِيمان .
{ لكبيرةً } : شاقة على النفس صعبة لا تطاق إلا بجهد كبير وهي التحويلة من قبلة مألوفة إلى قبلة حديثة .
{ إيمانكم } : صلاتكم التي صليتموها إلى بيت المقدس قبل التحول إلى الكعبة .
{ رؤوف رحيم } : يدفع الضرر عنكم ويفيض الإِحسان عليكم .
معنى الآيتين :
يخبر الله تعالى بأمر يعلمه قبل وقوعه ، وحكمة الإِخبار به قبل وقوعه تخفيف أثره على نفوس المؤمنين إذ يفقد نقدهُم المرير عنصر المفاجأة فيه فلا تضطرب له نفوس المؤمن .
فقاله تعالى : { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهَّم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ } وحصل هذا لم حوّل الله تعالى رسول والمؤمنين من استقبال بيت المقدس في الصلاة إلى الكعبة تحقيقاً لرغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ولعلة الاختبار التي تضمنتها الآية التالية فأخبر تعالى بما سيقوله السفهاء من اليهود والمنافقين والمشركين وعلَّم المؤمنين كيف يردون على السفهاء ، فقال : قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم فلا اعتراض عليه يوجه عباده حيث يشاء ، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
وفي الآية الثانية ( 143 ) يقول تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } خياراً عدولاً أي كما هديناكم إلى أفضل قبلة وهي الكعبة قبلة إبراهيم عليه السلام جعلناكم خيراً أمة وأعدلها فأهلناكم بذلك للشهادة على الأمم يوم القيامة إذا أنكروا أن رسلهم قد بلغتم رسالات ربهم ، وأنتم لذلك لا تشهد عليكم الأمم ولكن يشهد عليكم رسولكم وفي هذا من التكريم والإِنعام ما الله به عليم ، ثم ذكر تعالى العلة في تحويل القبلة فقال : { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول } فثبت على إيمانه وطاعته وانقياده لله ولرسوله ممن يؤثر فيه نقد السفهاء فتطضرب نفسه ويجاري السفهاء فيهلك بالردة معهم . 
ثم أخبر تعالى أن هذه التحويلة من بيت المقدس إلى الكعبة شاقة عل النفس إلا على الذين هداهم الله إلى معرفته ومعرفة محابه ومكارهه فهم لذلك لا يجدون أي صعوبة في الانتقال من طاعة إلى طاعة ومن قبلة إلى قبلة ، مادام ربهم قد أحب ذلك وأمر به .
وأخيراً طمأنهم تعالى على أجور صلاتهم التي صلوها إلى بيت المقدس وهي صلاة قرابة سبعة عشر شهراً بأنه لا يُضيعها لهم بل يجزيهم بها كاملة سواء من مات منهم وهو يصلي إلى بيت المقدس أو من حَييَ حَتَّى صلى إلى الكعبة وهذا مظهر من مظاهر رأفته تعالى بعباده ورحمته .
هداية الآيتين :
1- جواز النسخ في الإِسلام فهذا نسخ إلى بدل من الصلاة إلى بيت المقدس إلى الصلاة إلى الكعبة في مكة المكرمة .
2- الأراجيف وافتعال الأزمات وتهويل الأمور شأن الكفار إزاء المسلميم طوال الحياة فعلى المؤمنين أن يثبتوا ولا يتزعزعوا حتى يَظْهَر الباطلُ وَيَنْكَشِفَ الزيفُ 
وتنتهَي الفتنة .
3- أفضلية أمة الإِسلام على سائر الأمم لكونها أمة الوسط والوسيط شعارها .
4- جَوَازُ امْتِحَانِ المؤمن وجريانه عليه .
5- صحة صلاة من صلى إلى غير القبلة وهو لا يعلم ذلك وله أجرها وليس عليه اعادتها ولو صلى شهوراً إلى غير القبلة ما دام قد اجتهد ي معرفة القبلة ثم ثلى إلى حيث أدّاه اجتهاده .

 

أحكام التجويد :

سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) 

السُّفَهَاءُ: مد واجب متصل 4 أو 5 حركات

عَنْ قِبْلَتِهِمُ :إخفاء النون عند القاف

مَنْ يَشَاءُ :إدغام ناقص بغنة ( النون في الياء )
 
يَشَاءُ : مد واجب متصل 4 أو 5 حركات

صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الميم )

 مُسْتَقِيمٍ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات  في نهاية الكلمة

 

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)
أُمَّةً وَسَطًاإدغام ناقص بغير غنة ( التنوين في الواو )

وَسَطًا لِتَكُونُوا : إدغام كامل بغير غنه ( التنوين في اللام )

شُهَدَاءَ : مد واجب متصل 4 أو 5 حركات

شَهِيدًا وَمَا : إدغام ناقص بغير غنة ( التنوين في الواو )

الْقِبْلَةَ : قلقلة الباء ( المرتبة الصغرى )

كُنْتَ : إخفاء التوين النون عند التاء

مَنْ يَتَّبِعُ : إدغام  ناقص بغنة ( النون في الياء)

مِمَّنْ يَنْقَلِبُ : إدغام  ناقص بغنة ( النون في الياء)

وَإِنْ كَانَتْ : إخفاء التنوين عند الكاف

لَكَبِيرَةً إِلَّا : إظهار التنوين لأن بعده حرف حلقي

لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ : إدغام كامل بغير غنه ( التنوين  في الراء)

رَحِيمٌ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات  في نهاية الكلمة

 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day