1. المقالات
  2. الجزء الخامس_زاد المعاد
  3. فصل في حكمه في الغيل وهو وطء المرضعة

فصل في حكمه في الغيل وهو وطء المرضعة

4508 2007/11/28 2024/03/29

 
فصل في حكمه في الغيل وهو وطء المرضعة


ثبت عنه في صحيح مسلم أنه قال لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم .. وفي سنن أبي داود عنه من حديث أسماء بنت يزيد لا تقتلوا أولادكم سرا فوالذي نفسي إنه ليدرك الفارس فيدعثره .. قال قلت ما يعني قالت الغيلة يأتي الرجل امرأته وهي ترضع ، قلت أما الحديث الأول فهو حديث جدامة بنت وهب وقد تضمن أمرين لكل منهما معارض هو الذي تقدم لقد هممت أن أنهى عن الغيلة وقد عارضه حديث أسماء وعجزه ثم عن العزل فقال ذلك الوأد الخفي وقد عارضه حديث أبي سعيد كذبت يهود وقد يقال قوله لا تقتلوا أولادكم سرا نهي أن يتسبب إلى ذلك فإنه شبه الغيل بقتل الولد بقتل حقيقة وإلا كان من الكبائر وكان قرين الإشراك بالله ولا ريب أن وطء   تعم به البلوى ويتعذر على الرجل الصبر عن امرأته مدة الرضاع ولو كان وطؤهن لكان معلوما من الدين وكان بيانه من أهم الأمور ولم تهمله الأمة وخير القرون يصرح أحد منهم بتحريمه فعلم أن حديث أسماء على وجه الإرشاد والاحتياط للولد لا يعرضه لفساد اللبن بالحمل الطاريء عليه ولهذا كان عادة العرب أن يسترضعوا غير أمهاتهم والمنع منه غايته أن يكون من باب سد الذرائع التي قد تفضي الإضرار بالولد وقاعدة باب سد الذرائع إذا عارضه مصلحة راجحة قدمت عليه كما بيانه مرارا والله أعلم


 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day