1. المقالات
  2. القصص في السيرة
  3. سعد بن معاذ رضي الله عنه مع أبي جهل وأميه بن خلف

سعد بن معاذ رضي الله عنه مع أبي جهل وأميه بن خلف

13271 2008/01/22 2024/03/28

16ـ سعد بن معاذ رضي الله عنه مع أبي جهل وأميه بن خلف  


·   عن سعد بن معاذ ، أنه كان صديقا لأمية بن خلف ، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد بن معاذ ، وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية .


فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم  المدينة انطلق سعد بن معاذ معتمراً فنزل على أمية بمكة ، قال سعد لأمية : أنظر لي ساعة خلوة لعلي أطوف بالبيت ، فخرج به قريبا من نصف النهار ، فلقيهما أبو جهل ، فقال : يا أبا صفوان من هذا معك ؟ قال : هذا سعد . قال له أبو جهل : ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد أويتم الصبأة وزعمتم أنكم تتصرونهم وتعينونهم ، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما .


فقال له سعد ، ورفع صوته عليه : أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه : طريقك علىالمدينة .


فقال له أمية : لا ترفع صوتك ياسعد على أبي الحكم ، فإنه سيد أهل الوادي . قال سعد : دعنا عنك  يا أمية ، فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول : (( إنهم قاتلوك )) قال  : بمكة ؟ قال : لاأدري .


ففزع لذلك أمية فزعاً شديداً .


فلما رجع إلى أهله قال : ياأم صفوان ألم ترى ما قال لي سعد ؟ قالت : وما قال لك ؟


قال : زعم أن محمد أخبرهم أنهم قاتلي : فقلت له : بمكة ؟قال : لا أدري فقال أمية: والله لاأخرج من مكة .


فلما كان يوم بدر ، استنفر أبو جهل الناس ، فقال : أدركوا عيركم . فكره أمية أن يخرج ، فأتاه أبو جهل فقال : يا أبو صفوان ، إنك متى يراك الناس قد تخلفت ، وأنت سيد أهل الوادي ، تخلفوا معك .


فلم يزل به أبو جهل حتى قال : أما إذا غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة .


ثم قال أمية : يا أم صفوان جهزيني . فقالت له:يا أبو صفوان وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي ؟ قال : لا ، وما أريد أن أجور معهم إلا قريبا .


فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره ، فلم يزل كذلك حتى قتله الله ببدر .

 

 


غريب القصة :


ـ الصُباة : جمع صابي وهو الذي يتنقل من دين إلى دين .


ـ فزع : أي خاف وفي رواية إسرائيل ( قال أمية ) : " قال فوالله ما يكذب محمد إذا حدث " ( 7 / 283 الفتح) .


ـ أم صفوان : هي كنيتها واسمها صفية ، ويقال كريمة بنت معمر بن حبيب ، وقبل أسمها فاختة بنت الأسود .


ـ اليثربي : نسبة إلى يثرب  اسم المدينة قبل الإسلام ، والمراد بالاخوة هنا المعاهد والموالاة


ـ استغفر :أي طلب خروج الناس .


ـ عيركم :أي الإبل والقافلة التي كانت تحمل الميرة والزاد مع أبي سفيان .


الفوائد والعبر :


1-   شجاعة المسلم ولو كان بين الكفار وحده .


2-   الإنباء بمصرع أمية من البشائر المثبتة للمؤمنين .


3-   من علامات النبوة ذكر من يقتل ببدر .


4-   المبطلون يعدون الأسباب للنجاة عند الخطر .


5-   ما كان عليه سعد بن معاذ من قوة النفس واليقين بالله سبحانه .


6-   إن للعمرة شأن قديم .


7- إن الصحابة كان مأذون لهم في الاعتمار من قبل أن يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم  بخلاف الحج . ( الفقرة ـ 6-7 من الفتح 7/ 284) .


8-   " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " [ النساء : 78] .


 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day