البحث
سُنَّة الاستئذان بالسلام
من آداب الإسلام الرفيعة أدب الاستئذان؛ ويفعله البالغون إذا أرادوا الدخول على أحدٍ، وفي اليوم الذي يكبر فيه الطفل يُلْزِمْه الإسلام بالاستئذان؛ فقد قال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور: 59]، فالمجتمع المسلم يحرص على هذا الخُلُق الجميل، وله في ذلك سُنن وآداب، ومن السُّنَّة النبوية أن يكون الاستئذان عن طريق إلقاء السلام؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عن كَلَدَةَ بْنِ حَنْبَلٍ رضي الله عنه، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ رضي الله عنه بَعَثَهُ بِلَبَنٍ وَلِبَأٍ[1] وَضَغَابِيسَ[2] إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى الوَادِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ارْجِعْ فَقُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟». وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ.
وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ، أَوِ الْأَيْسَرِ، وَيَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ».
فالاستئذان بالسلام ليس مجرَّد تنبيه إنما هو حسنات وأجر؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَشْرٌ». ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عِشْرُونَ». ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثُونَ».
فلْتكن هذه هي طريقتنا في الاستئذان، ولْنحمل السلام لكل مجتمعاتنا.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].