البحث
قبر آمنة ام الرسول صلى الله عليه وسلم
تحت قسم :
معالم المدينة المنورة
7393
2010/05/02
2024/11/24
352- حدثنا صدقة بن سابق قال، قرأْت على محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أَبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أَن أُمّه صلى الله عليه وسلم توفيت وهو ابن ست سنين بالأَبْوَاء بين مكة والمدينة، كانت قدمت به المدينة على أَخواله بني عَديّ بن النجار تُزيُره إِياهم، فماتت وهي راجعة إِلى مكة.
353- حدثنا أَحمد بن إِبراهيم قال، حدثنا نوح بن قيس قال، حدثنا الوليد بن يحيى، عن فرقد السبخي، عن رجل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم إِذ مرّ بقبر فقال: أَتدرون [قبر] من هذا؟ قلنا الله ورسوله أَعلم. قال: قبر آمنة، دَلَّني عليه جبريلُ عليه السلام.
354- حدثنا قبيصة بن عقبة قال، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن أَبي [سليمان بن أَبي بريدة]، عن أَبيه قال: لما فتح صلى الله عليه وسلم مكة أَتى حرم قبر فجلس إِليه، وجلس الناس حوله، فجعل كهيئة المخاطب، ثم قام وهو يبكي، فاستقبله عمر رضي الله عنه - وكان من أَجْرَإ الناس عليه - فقال: بأَبي أَنت وأُمي يا رسول الله، ما الذي أَبكاك؟ قال: قبر أُمي، سأَلت الله الزيارة فأَذن لي، وسألته الاستغفار فلم يأْذن لي، فذكرتها فوقفت فبكيت. فلم أَرَ يَوْماً كان أَكثر باكياً من يومئذ.
355- حدثنا هارون بن معروف قال، حدثنا ابن جريح، عن أَيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وخرجنا معه حتى انتهى إلى المقابر، فأَمرنا فجلسنا، ثم تخطَّى القبورَ حتى انتهى إِلى قبر منها، فجلس فناجاه طويلاً، ثم ارتفع نحيبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم باكياً، فبكينا لبكائه، ثم إنه أَقبل إِلينا، فتلقاه عمر رضي الله عنه فقال: ما الذي أَبكاك يا رسول الله؟ فقد أَبكانا وأَفزعنا. فأَخذ بيد عمر رضي الله عنه، ثم أَقبل إِلينا فقال: أَفزعكم بكائي؟ قلنا نعم. قال: إن القبر الذي رأَيتموني أُناجي قبر آمنة بنت وهب، وإني استأْذنتُ ربي في الاستغفار لها فلم يأْذن لي، ونزل عليّ (مَا كان للنَّبيَّ والَّذين آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفرُوا للْمُشركين) [التوبة: 113] حتى تنقض الآية (وَمَا كان اسْتغفارُ إِبْرَاهيمَ لأَبِيه) [التوبة: 114] فأَخذني ما يأْخذ الولدَ للوالد من الرّقة، فذلك الذي أَبكاني.
356- حدثنا فليح بن محمد اليماني قال، حدثنا سعيد بن أَبي سعيد المَقْبُري قال، حدثني أَبي، عن جده، عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة على قبر من قبور الجاهلية فقال: ((أَلا إِن هذا قبر أُم محمد، استأْذنت ربّي في أَن آتيه فأَسلّم
وأَستغفر، فأَذن لي أَن آتيه، ونهاني أَنْ أَستغفر.
357- حدثنا سُوَيْد بن سعيد قال، حدثنا أَسد بن راشد، عن كُرِيْب بن شُرَيْح، عن بشر النَّدَبي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فخلا عن ناقته ولم تكن تقر لمنافق، فأَخذ برأْسها رجل فقرت له، فقبل رأْسها، فدنا النبي صلى الله عليه وسلم من المقبرة، فجعل يدعو حتى ظننا أَنه قد نزل فينا شيء، وتوجّه عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه، لما رآه أَقبل إِلينا بوجهه فقال: هذا قبر آمنة بنت وهب الزهرية أُم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإني سأَلت ربي أَن يشفعني فيها، فأَبى عَلَيَّ.
358- حدثنا عبد الواحد غياث قال، حدثنا الحسن بن أَبي إِبراهيم قال، حدثنا فرقد السبخي، عن إِبراهيم النخعي: أَن النبي صلى الله عليه وسلم خرج هو وأَصحابه في حجة الوداع إِلى المقابر، فجعل يتخَرّق تلك القبور حتى جلس إِلى قبر منها، ثم قام وهو يبكي، وقال: ((هذا قبر أُمي آمنة، وإِني استأَذنتُ ربّي أَن أَستغفر لها فلم يأْذن لي)).
------------------------------------
كتاب تاريخ المدينة المنَّورة (أخبار المَدينَة النَبويَّة)
عمر بن شَبَّة النميري البصُري ج1/77-79
دار الكتب العلمية ط1/1417هـ