البحث
أَو ليس هو حبيبك ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق الله والمبعوث رحمة وهداية للعالمين ، نبينا الهادي الأمين ، عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
- أما بعد -
حبيبي في الله ..
دعني أهمس لك بتلك الكلمات من قلب محب لعلها تمس قلبا أو تحرك ساكنا .
أما تجد ألمًا لما كان ؟ حبيبك صلى الله عليه وسلم يهان ، يُشهر به ، يتهم ويوصف بما تقشعر له الأبدان ؟ أَو ليس هو حبيبك ؟! ألست تتغني بحبه ليلا و نهارًا ؟
لو قدِّر لك أنْ تقف الآن أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم تلقي عليه السلام فهل تستطيع أن ترفع رأسك أمامه ؟ ماذا عساك تصنع ؟ هل ستشعر بالحسرة والندم ؟ هل سيندى جبينك خجلاً وأسفًا ؟ هل ستنوح وتبكي استشعارًا للذل والصغار ؟ ماذا يمكنك التلفظ به في هذا المقام ؟
لقد استبيح عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نخوض ونلعب ، سخروا منه وصوروه بما يذيب المهج - شُلت أيديهم ولعنوا بما صنعوا - ونحن قُصارنا النَّدَب والشجب ، فيا للأسف ويا للعار يا أمة المليار !!
فماذا يضمد تلك الجراح الغائرة ؟! فإلى متى ؟ وحتى متى تستباح الديار والأعراض ونحن كالموتى بلا حراك ؟!! تبًا تبًا فأي غفلة هذه ؟!
فنفسك لم ولا تلم المطايا ... ومُتْ كمَدا فليس لك اعتذار
إنها كلمات مدادها دم القلب المعتصر كمدًا ، فهل تراها تشفي الغليل ، أو تروى العليل ، فتُبلِغَ عُذْراً ، فإنَّ شفيع المذنب إقراره ، وتوبته اعتذاره
فعذرًا رسول الله ..
فقد كنت حريصًا علينا ، شفيقًا بنا ، رؤوفًا رحيمًا ، كنت كما قال تعالى :}لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {[ التوبة : 128].
كنت تبكي لأجلنا ، تخاف علينا ، ونحن اليوم نفرط في حقك فأي نكران هذا ؟!
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : }رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {[ إبراهيم : 36 ] .
وقال عيسى عليه السلام : }إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {[ المائدة :118]فرفع يديه ، وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى .
فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل - عليه الصلاة والسلام - فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال - وهو أعلم - فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك . [ رواه مسلم ] انظر كيف كان يتفطر كبده من أجلك ، وأنت اليوم تخذله ؟! بالله عليك : هل أبكتك الإساءة إليه ؟!