1. المقالات
  2. لقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم - الشيخ صالح عينر
  3. لقاء مع ذو الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم

لقاء مع ذو الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم

 

لقاء مع ذو الخلق العظيم  صلى الله عليه وسلم 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
نعم هذا لقاء أخر بالنبي  صلى الله عليه وسلم  الذي شغف بمكارم الأخلاق .. فلقد اصطفاه الله من أكرم دوحة ؛ وتعهده في طفولته وشبابه ؛ إلى أن اختاره ليكون مبشراً ونذيراً ؛ فرباه ربه أشرف تربية ؛ وأدبه أحسن تأديب .
 
 
 
أدبه بمثل قوله تعالى :
 
 
( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) سورة الاعراف الاية 199 
 
وقوله جل شأنه :
 
 
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون ) سورة النحل الأية 90
 
وقوله جل شأنه :
 
 
( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) سورة النحا الاية 125
 
 
 
وكان القرآن الكريم منهل أخلاقه ؛ وسلوكه ظاهراً وباطناً .. قال سعد بن هشام : دخلت على عائشة - رضى الله عنها – فسألتها عن أخلاق رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ؛ فقالت : أما تقرأ القرآن ؟ قلت بلى ؛ قالت : كان خلقه القرآن صحيح الامام مسلم – كتاب صلاة المسافرين 1/125 برقم 746 ؛ وكذلك مسند الامام أحمد 6/216 .
 
 
 
فكيف اذن لا يكون فى القمة من حلو الشمائل وحميد السجايا ..؟
 
لقد كــان  صلى الله عليه وسلم  فى القمة ؛ ولكنــه كـــان مشغوفاً بالاستزاده ؛ حتى كــان فى دعائه يقول : " اللهم كما حسنت 
 
خلقى فحسن خُلقى ؛ اللهم جنبنى منكرات الأخلاق ؛ اللهم أهدنى لأحسن الأخلاق ؛ لايهدى لأحسنها إلا أنت "
 
مسند الامام أحمد 6/86
 
 
 
وقد ناط مكارم الأخلاق برسالته ؛ فقال  صلى الله عليه وسلم  : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " السنن الكبرى للبيهقى 10/192 & عبد الحميد كشك – فى رحاب التفسير – الجزء التاسع والعشرون 
 
– صفحة 7355
 
وكان  صلى الله عليه وسلم  دائماً يحض المسلمين على التحلى بالفضائل ؛ وينفرهم من الرزائل .
 
وكان له فى هذا الشأن أحاديث كثيرة ؛ منها على سبيل المثال :
 
" ان أحبكم وأقربكم منى مجلساً يوم القيامه أحاسنكم أخلاقاً ؛ الموطأون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون " 
 
رواه الامام الترمذى 4/370 برقم 3018
 
وقوله  صلى الله عليه وسلم  : " ان الرجل ليدرك بحسن خُلقه درجة الصائم بالليل الظامىء بالهواجر " (4) مسند الامام أحمد 6/133 & وكذلك المستدرك للحاكم 1/60
 
- .
 
وقوله  صلى الله عليه وسلم  : " من سعادة المرء حسن الخلق " الخرائطى فى مكارم الاخلاق عن جابر ( باب حث على الاخلاق الصالحة والترغيب فيها ) .. 
 
 
 
وقوله  صلى الله عليه وسلم  : " أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق " مسند الامام أحمد 2 /392
 
 
 
وقوله  صلى الله عليه وسلم  : " أكمل الناس إيماناً أحسنهم أخلاقاً " مسند أبى داود 5/60 رقم 4682 & وكذلك الترمذى 3/457 رقم 1162
 
 
 
وقد سئل  صلى الله عليه وسلم  : أى العمل أفضل ؟ " قال  صلى الله عليه وسلم  : حسن الخلق " مسند الامام أحمد 4/385
 
وقيل له  صلى الله عليه وسلم  : أى المؤمنين أفضل إيماناً.. ؟ " قال  صلى الله عليه وسلم  : أحسنهم أخلاقاً " الجامع الصغير للسيوطى رقم 1292
 
 
 
والذى يفهم من هذه الاحاديث وغيرها ؛ أن النبى  صلى الله عليه وسلم  ربط الأخلاق الفاضلة بالتدين وبالتقوى أوثق رباط ؛ وكذلك يفهم من بعض أحاديثه  صلى الله عليه وسلم  أن سوء الخلق يمحق الحسنات ؛ ويبطل الطاعات ؛ فقد قيل له  صلى الله عليه وسلم  : ان فلانه تصوم النهار ؛ وتقوم الليل ؛ وهى سيئة الخلق ؛ تؤذى جيرانها بلسانها ؛ فقال  صلى الله عليه وسلم  : لاخير فيها ؛ هى فى النار(2) السنن الكبرى للبيهقى 4/166
 
 
 
وبلغ من شغفه  صلى الله عليه وسلم  بمكارم الأخلاق أنه أطلق من السبى بنت حاتم الطائى لكرم أخلاق أبيها ؛ وقال بعد أن أطلق سراحها : " ا ن اباها كان يحب مكارم الأخلاق ؛ وان الله يحب مكارم الأخلاق " .
 
وكان  صلى الله عليه وسلم  يحب مكارم الأخلاق ؛ شغوفاً بها حح؛ يحث عليها ؛ بقدر شغفه بتبليغ الرسالة ؛ وبطاعة الله وتقواه ؛ فكان  صلى الله عليه وسلم  المثل الأعلى فى كل فضيلة ؛ وكان خليقاً بثناء الله تعالى عليه فى كتابه الكريم :
 
  " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ "  سورة القلم الاية 4
 
 
 
 
 
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي) سورة آل عمران الاية 159
 
 
 
وبالجملة وبالتفصيل .. تستطيع أن تستخرج ما جاء فى القرآن تطبيقاً عملياً ؛ لتجد أن هذا هو خلق النبى  صلى الله عليه وسلم  .
 
 
المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day