البحث
أكثر أهل الجنة هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم
21017
2011/08/15
2024/12/21
أكثر أهل الجنة هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم :
(حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين )أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى، ولكنَّ عذاب الله شديد). فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: (أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قال: فحمدنا الله وكبَّرنا، ثم قال: (والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرُقْمة في ذراع الحمار).
(حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم.
[*]قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
قَوْلُهُ: ( أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ) أَيْ قَدْرُهَا أَوْ صُوِّرُوا صُفُوفًا .
( ثَمَانُونَ مِنْهَا )أَيْ مِنْ جُمْلَةِ الْعَدَدِ .
( مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ) أَيْ كَائِنُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ .
( وَأَرْبَعُونَ )أَيْ صَفًّا .
( مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ )وَالْمَقْصُودُ بَيَانُ تَكْثِيرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَنَّهُمْ ثُلُثَانِ فِي الْقِسْمَةِ.
قَالَ الطِّيبِيُّ: فَإِنْ قُلْتَ كَيْفَ التَّوْفِيقُ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا وَرَدَ مِنْ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم {وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ عدة أمة الإسلام}([1]) ، قُلْتُ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الثَّمَانُونَ صَفًّا مُسَاوِيًا فِي الْعَدَدِ لِلْأَرْبَعَيْنِ صَفًّا، وَأَنْ يَكُونُوا كَمَا زَادَ عَلَى الرُّبُعِ وَالثُّلُثِ يَزِيدُ عَلَى النِّصْفِ كَرَامَةً لَهُ صلى الله عليه وسلم . وَقَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَقِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي اللُّمَعَاتِ: لَا يُنَافِي هَذَا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم {أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ}([2]) لِأَنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ رَجَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ ثُمَّ زِيدَ وَبُشِّرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالزِّيَادَةِ بَعْدَ ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُ الطِّيبِيِّ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الثَّمَانُونَ صَفًّا مُسَاوِيًا لِأَرْبَعَيْنِ صَفًّا فَبَعِيدٌ؛ لِأَنَّ الظَّاهِرَ مِنْ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم ( أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ) أَنْ يَكُونَ الصُّفُوفُ مُتَسَاوِيَةً وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، انْتَهَى.
[*]قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح :
لا تنافي بينها وبين حديث الشطر لأنه رجا أولا أن يكونوا شطر أهل الجنة فأعطاه الله سبحانه رجاءه وزاد عليه سدسا أخر .
-----------------
[1]- البخاري الرقاق (6163),مسلم الإيمان (221),الترمذي صفة الجنة (2547),أحمد (1/386).
[2]- البخاري أحاديث الأنبياء (3170),مسلم الإيمان (222),أحمد (3/32).