البحث
عتبة بن غزوان المازني
عتبة بن غزوان المازني
هو عُتبة بن غَزْوان بن جابر بن وهيب. السيد الأمير المجاهد أبو غزوان المازني، حليف بني عبد شمس.. وهو من السابقين الأولين وهاجر إلى الحبشة ثم رجع مهاجرا إلى المدينة رفيقا للمقداد وشهد بدرا وما بعدها وولاه عمر في الفتوح فاختط البصرة وفتح فتوحا وكان طويلا جميلا. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي دجانة. إسلامه: كان سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام، وأعطوا أيمانهم لرسول صلى الله عليه وسلم، مبايعين ومتحدّين قريش بكل ما معها من بأس وقدرة على الانتقام.. ولما أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، خرج عتبة مع المهاجرين.. بيد أن شوقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعه يستقر هناك، فسرعان ما طوى البرّ والبحر عائدا إلى مكة، حيث لبث فيها بجوار الرسول حتى جاء ميقات الهجرة إلى المدينة، فهاجر عتبة مع المسلمين.. أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته: كان عتبة يخاف الدنيا على دينه أشد الخوف، وكان يخافها على المسلمين، فراح يحملهم على القناعة والشظف. وحاول الكثيرون أن يحوّلوه عن نهجه، ويثيروا في نفسه الشعور بالإمارة، وبما للإمارة من حق، لا سيما في تلك البلاد التي لم تتعود من قبل أمراء من هذا الطراز المتقشف الزاهد، والتي تعود أهلها احترام المظاهر المتعالية المزهوّة.. فكان عتبة يجيبهم قائلا: ولما رأى الضيق على وجوه الناس بسبب صرامته في حملهم على الجادّة والقناعة قال لهم: أهم ملامح شخصيته: 1ـ كثرة حبه في الجهاد في سبيل الله ونشره للدعوة الإسلامية.. مضى عتبة على رأس جيشه الذي لم يكن كبيرا، حتى قدم الأبلّة.. 2 ـ إخلاصه الشديد في طاعة الله ورسوله مما جعله زاهداً في الحياة وطلباً للآخرة وذلك الذي جعله يقف ويدعوا الله ألا يتولى المارة بعد أن رده عمر بن الخطاب إليها.. بعض المواقف من حياته مع الصحابة: أرسله أمير المؤمنين عمر إلى الأبلّة ليفتحها، وليطهر أرضها من الفرس الذين كانوا يتخذونها نقطة وثوب خطرة على قوات الإسلام الزاحفة عبر بلاد الإمبراطورية الفارسية، تستخلص منها بلاد الله وعباده.. ومما روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: روى عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان عن أبيه عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لقريش هل فيكم من ليس منكم قالوا بن أختنا عتبة بن غزوان قال بن أخت القوم منهم وحليف القوم منهم. بعض كلماته: قال خالد بن عمير: خطبنا عتبة بن غزوان، قال: أيها الناس إن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم ييق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، ألا وإنكم في دار أنتم متحولون منها فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً وعند الله صغيراً، وإنكم والله لتبلون الأمراء من بعدي، وإنه والله ما كانت نبوة قط إلا تناسخت حتى تكون ملكاً وجبرية، وإني رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، فوجدت بردة فشققتها بنصفين فأعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها فليس من أولئك السبعة اليوم رجل حي إلا وهو أمير مصر من الأمصار، فيا للعجب للحجر يلقى من رأس جهنم فيهوي سبعين خريفاً حتى يتقرر في أسفلها، والذي نفسي بيده لتملأن جهنم، أفعجبتم وإن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً، وليأتين عليه يوم وما فيها باب إلا وهو كظيظ. الوفاة: لما جاء موسم الحج، استخلف على البصرة أحد إخوانه وخرج حاجا. ولما قضى حجه، سافر إلى المدينة، وهناك سأل أمير المؤمنين أن يعفيه من الإمارة.. وكان يقول لهم:" تضعون أماناتكم فوق عنقي.. ثم تتركوني وحدي..؟ لا والله لا أعفيكم أبدا"..!! وهكذا قال لـ عتبة لغزوان.. ولما لم يكن في وسع عتبة إلا الطاعة، فقد استقبل راحلته ليركبها راجعا إلى البصرة. لكنه قبل أن يعلو ظهرها، استقبل القبلة، ورفع كفّيه الضارعتين إلى السماء ودعا ربه عز وجل ألا يردّه إلى البصرة، ولا إلى الإمارة أبدا..واستجيب دعاؤه.. فبينما هو في طريقه إلى ولايته أدركه الموت.. |