1. المقالات
  2. إحياء سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم _ د. راغب السرجاني
  3. سُنَّة الذكر والدعاء في الصباح والمساء

سُنَّة الذكر والدعاء في الصباح والمساء

الكاتب : د. راغب السرجاني

كثيرة هي الأذكار والأدعية التي كان يحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها في كل يوم وليلة، ومن هذه الأذكار والأدعية هذا النصُّ الشامل الذي بدأه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاعتراف لله بالوحدانية والتفرُّد في حكم السموات والأرض، ثم أتبع ذلك بدعاء خاشع يهتزُّ له القلب؛ فقد روى مسلم عَنْ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَمْسَى قَالَ: "أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ" قَالَ: أُرَاهُ قَالَ فِيهِنَّ: "لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ". وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: "أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ".

ولْنلحظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعاذ في هذا الدعاء من كل الشرور التي يمكن أن يتعرَّض لها العبد في مستقبله؛ فهو يستعيذ أولاً من شرور الدنيا، وثانيًا من شرور القبر، ثم أخيرًا يستعيذ من شرور الآخرة، فجمع بهذه الكلمات القليلة خيرًا كثيرًا، فما أجدر المسلم أن يحفظ هذه السُّنَّة الجميلة، وأن يُرَدِّدَها مرَّة واحدة -موقنًا بها- كل صباح ومساء!

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day