البحث
سُنَّة التلطُّف مع الزوجة
كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُحسِن عشرة زوجاته، وأن يربط خير المؤمن بقدرته على تقديم الخير لأهله؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي".
وكانت له لمسات رقيقة كثيرة في حياته صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وصارت كل هذه اللمسات سُننًا نبوية جميلة، وعلى المسلمين أن يُمارسوها ويعتادوا عليها؛ فمنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعمَّد أن يشرب أو يأكل من الموضع الذي شربت زوجتُه منه أو أكلت؛ فقد روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ، وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ". والعَرْقُ هو العظم الذي عليه بقية من لحم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من موضع فم عائشة رضي الله عنها ليتلطَّف معها، خاصَّة في وقت الحيض؛ الذي قد تتأثَّر فيه نفسية الزوجة بانعزال الزوج عنها.
ومن اللمسات النبوية -أيضًا- أنه كان يعتبر أي تلطُّف مع الزوجة عملَ خيرٍ يُؤجَر عليه المرء؛ فقد روى البخاري عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ".. وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ".
ومن لمساته صلى الله عليه وسلم كذلك أنه كان يختار لزوجته اسمَ تدليلٍ ليتلطَّف به معها؛ فقد روى البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشُ؛ هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمَ".
فهذه بعض الأمثلة النبوية، وعلينا أن نقتدي بها، وأن نبتكر كذلك ما يُناسب من طرقٍ لنُظهر حبَّنا وتلطُّفنا لأزواجنا؛ فبذلك تسعد بيوتنا في الدنيا، ويزيد أجرنا في الآخرة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].