1. المقالات
  2. إحياء سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم _ د. راغب السرجاني
  3. سُنَّة التكبير والتسبيح عند الحركة

سُنَّة التكبير والتسبيح عند الحركة

الكاتب : د. راغب السرجاني

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على تَحَيُّن الفرص التي تُنَبِّه المسلم إلى ذِكْر الله عز وجل؛ ومن ذلك أنه كان يأمر المسلمين في سفرهم أن يُلاحظوا حركة الطريق وهيئته، ولا يكونوا من الغافلين الذين لا ينتبهون إلى تَغَيُّر الأمور، فإذا صَعِد المسلمون جبلًا أو هضبةً كَبَّروا، وإذا هبطوا واديًا أو مُنْحَدرًا سَبَّحوا؛ وذلك لما رواه البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا".

وهكذا يظلُّ المسلم مُلْتَفِتًا طوال الطريق إلى شكل الطريق، ويربط ذلك بذِكْرِ الله عز وجل، فتكون حصيلة الرحلة كَمًّا هائلًا من الحسنات، وحضورَ قلبٍ يدعو إلى التفكُّر في آلاء الله وخَلْقِه، وحفظًا من الشياطين، وغير ذلك من فوائد الذِّكْر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ أن يؤدِّي المسلمون هذه السُّنَّة في هدوء وسكينة، ولا يُشْغِل المسلم أخاه بصوته أو جلبته؛ لذلك كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يؤدِّي هذا الذِّكْر بصوت منخفض حتى لو كان المسلمون يسيرون في صحراء واسعة؛ فقد روى البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لاَ نَصْعَدُ شَرَفًا، وَلاَ نَعْلُو شَرَفًا، وَلاَ نَهْبِطُ فِي وَادٍ إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ، قَالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا".

فلنحرص على هذه السُّنَّة الجميلة فإن فيها من الخيرِ الكثيرَ.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day