البحث
مبدؤها ومنتهاها..
#في_يوم_الجمعة_تذكر
مبدؤها ومنتهاها..
وإذا نظرت في أول سورة الدخان علمت من أين تبدأ الأمور، ومن أين يبدأ قضاؤها وخلقها وتقديرها {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [الدخان: 4-5]، كما علمت أنه ما من قضاء أو تقدير، ولو كان إمهالًا لعدوه، إلا وهو أمرٌ حكيم، إذنٌ من الله المبتدأ، وبحكمة وحمد.
وإذا نظرت في آخر سورة الشورى علمت الى أين تصير الأمور وينتهي مرساها ورسوّها، إلى أين تنتهي ويستقر شأنها ليقضي الله فيها بقضائه وحكمه، عليها وعلى أصحابها وما اكتسبوا، ليحق العدل وتستقر الرحمة وتنتهي بالحمد {أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} [الشورى من الآية: 53] إذ كل حدثٍ محفوظٌ وكل عملٍ مكتوب، وكل عملٍ وكل حدثٍ يُنتظر القضاء فيه، إذن إلى الله المنتهى، وبحكمة وحمد.
اطمئن فمبتدؤها ومنتهاها إلى الله؛ إذ هو الأول والآخر.. فقط {فَاعْبُدْهُ} [هود جزء من الآية: 123] والزم أمره ولا تترك رايتك ولا تحد عن طريقك وابذل جهدك ما استطعت {وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود جزء من الآية: 123] .. {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود جزء من الآية: 123].
وفي قصة موسى والخضر عندما رأى ظواهر، فأنكرها عليه السلام، فلما فُسّرت له عرف بعض مرامي حكمتها، وأعلمه الخضر أن مبدأ الأمر بها كان من الله {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف جزء من الآية: 82] .. وعلى هذا ثق في مجرى قدر الله، فالأول والآخر بيده مبدؤها ومنتهاها، هذا لليقين والاطمئنان، وتبقى عليك العبادة والامتثال والقيام بالأمر واتخاذ الأسباب..