البحث
خاتمة
أولاً : ملخص البحث
تناولت هذه الدراسة موضوع رحمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - للعالمين في مقدمة وسبعة فصول، وخاتمة، فكان ملخص البحث على النحو التالي :
الفصل الأول : من هو نبي الرحمة ؟
قام الباحث بعمل تعريف موجز بنبي الرحمة ~ صلى الله عليه و سلم ~ يشتمل على مختصر لأهم الأحداث في حياة الرسول ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، وشهادات الأدبيات الغربية بصدق نبوته ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، وبحقيقة رحمته للعالمين. وبين الباحث في نهاية الفصل خصائص هذه الرحمة المتجسدة في شخص محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، وذلك من حيث كونها رحمة ربانية وعالمية وعملية ومتزنة.
الفصل الثاني : رحمته للعالمين مجال التنوير والحضارة
تناول الباحث في الفصل الثاني أهم مظاهر رحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ للعالم في مجال التنوير والحضارة، ورحمته للبشر في ذلك كونه أخرجهم من الظلمات إلى النور، فحول العرب من قبائل عصبية متناحرة إلى أمة متماسكة متحضرة، ولا يخفى فضله ~ صلى الله عليه و سلم ~ على الحضارة الأوربية أيضًا بشهادة علماء الغرب أنفسهم.
وفي هذا الفصل تناول الباحث رحمته للبشرية بتدعيمه لقيم العلم والمعرفة، والتحضر والتربية والتسامح الديني ، وخدمة الإنسانية ورعاية حقوق الإنسان فكلها قيم حضارية تمثل جانبًا عظيمًا من جوانب الرحمة قي شخصية النبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، ويغفل عنه الكثير من الباحثين.
الفصل الثالث: رحمته للعالمين في مجال الأخلاق
في هذا الفصل تناول الباحث أهم مظاهر الرحمة في الجانب الأخلاقي والسلوكي لشخصية النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، فتناول البحث بعض من شمائله وأخلاقه، مثل رفقه ~ صلى الله عليه و سلم ~ ولين عريكته وذوقه مع الناس، وعفوه لا سيما مع أعدائه، وتخلقه ~ صلى الله عليه و سلم ~ كحاكم بأخلاق العدل والمساواة بين الناس، وتحذيره من استعباد الناس ونهيهه عن التمييز العنصري .
ودوره ~ صلى الله عليه و سلم ~ في نشر الحب والإخاء بين العرب وبعضهم، وبين العرب وغيره، وبين المهاجرين وبعضهم، وبين فصائل المدينة وبعضها، حتى صار المسلمون قوة أخوية واحدة قد ألف الله بين قلوبهم بشكل معجز .
وتناول الباحث في هذا الفصل - أيضًا - مظهرًا سلوكيًا مهمًا يبين رحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ ألا وهو جانب المعاملات المالية وسماحته فيه .
الفصل الرابع: رحمته للعالمين في مجال التشريع
تحدث الباحث في هذا الفصل عن رحمة النبي~ صلى الله عليه و سلم ~بالناس كمشرع، فتناول مرونته ووسطيته واعتداله
وفي سياسته الشرعية في الأحكام التي تتسم بالتيسير .
ونماذج عملية للرخص الشرعية والتدرج في التشريع، والتي تبين رحمته للبشر كمشرِّع، أرسله الله ميِّسرًا سهلاً ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، يضع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم .
الفصل الخامس : رحمته للعالمين في ميدان الصراعات السياسية والعسكرية
في هذا الفصل تناول الباحث رحمة النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ بغير المسلمين في ميدان الصراعات والحروب، وكيف كان يقدم الحوار على الصدام، ويجنح للسلم، ويبرم المعاهدات والعقود حقنًا للدماء، ويرحم العدو إذا قُهر، ويوصي خيرًا بأهل الذمة، ويمنحهم الحق في حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر، ويوصي بالأسرى خيرًا .
وتناولنا في هذا الفصل الرد على أهم الشبهات في ذلك، والتي منها فرية نشر الإسلام بالسيف والعنف ورد علماء الغرب أنفسهم في ذلك ..
الفصل السادس: رحمته للعالمين مجال المرأة والطفل
في هذا الفصل تناول الباحث مظاهر رحمة النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ في مجال المراة والطفل، وكيف أنقذ سيدنا محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ النساء من ظلام الجاهلية وظلم الوأد وهضم الحق، ومن ثم كيف حررهن التحرير الحقيقي الكريم، وجعل لهن مميزات متفردة، في وقت كانت فيه المرأة – الأورببية - تعامل كجرثومة فوق الحيوان ودون الإنسان !
وتناول البحث الرد على الإفتراءات المتعلقة بهذا الموضوع، لاسيما في مسائل مثل تعدد الزوجات، وزواج النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~وضرب الزوج لزوجته، وحجاب المرأة، والرد على ذلك من خلال أدبيات الغرب أنفسهم .
وتناول الفصل نماذج عملية لرحمة النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ بالأطفال عامة وبالبنات خاصة، ورحمته بالأيتام والأرامل.
الفصل السابع: رحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ للضعفاء
في هذا الفصل تناول الباحث رحمة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ للضعفاء، فبين كيف كانت رحمته للفقراء ، في كل زمان حتى قيام الساعة .
وكيف تعامل النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ مع مشكلة الفقر ومشكلة البطالة .
ورحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ للخدم وللعبيد وكيف جعل لهم حقوقًا وساهم في تحريرهم .
ورحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ لذوي الاحتياجات الخاصة وكيف كانت سنته معهم ورفقه بهم في الأحكام والمعاملات .
ورحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ للمسنين، وكيف كانت سنته ورعايته للمسن .
ورحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ للأموات، وكيف سن هذا الكم الضخم من الآداب المتعلقة بالجنائز والأموات، والتي تبين رحمته وتكريمه ~ صلى الله عليه و سلم ~ للإنسان حيًا وميتًا. ونماذج عملية في كل ذلك .
ثانيًا : النتائج
وبعد هذه الجولة، في هذه الدراسة،نستطيع نجمل أهم النتائج التي توصل إليها الباحث على النحو التالي :
1- كان محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ رحمة حقيقة وعملية للبشرية منذ بعثته وحتى وقتنا هذا، بشهادة علماء الغرب، أمثال جان ليك، وتوماس كارلايل، و لين بول، ولوبون وغيرهم..
2- تبين للباحث عظم رحمة النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ للبشرية في ميدان التنوير والمعرفة والعلم، فظهر دوره ~ صلى الله عليه و سلم ~ في نقل الجزيرة العربية من مرحلة الجهل إلى مرحلة العلم، ومن عصر الظلام إلى عصر النور، وبان دروه كذلك في تحضر العالم كله، خاصة الغرب، وتحدث في ذلك علماء غربيين أمثال رودي بارت، وولز، واشنجتون ايرفنج، وغيرهم .
3- عاش أصحاب الديانات والعقائد المختلفة في ظل حكم النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ حياة آمنة ، قد حفظ النبي~ صلى الله عليه و سلم ~لهم فيها حق حرية الاعتقاد، وممارسة الشعائر، وحفظ لهم دماءهم وأموالهم وأعراضهم من السوء كالمسلمين سواء بسواء .
4- في مجال الأخلاق، تبين للباحث ذلك الكم الضخم من القيم الأخلاقية والسلوكية المجتمعة في شخصية سيدنا محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، كالرفق واللين والعدالة والمساواة والحب والإخاء، والتي تمثل بعض تجليات الرحمة في شخصيته ~ صلى الله عليه و سلم ~ ..وقد ركز العلامة توماس أرنولد كثيرًا على الجانب الخلقي في شخصية النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ .
5- تجلت مظاهر الرحمة – كذلك - في شخصية النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ كمشرِّع لتنظيم حياة المجتمعات البشرية، فظهرت في سياسته التشريعية مظاهر عدة على رأسها المرونة والوسطية والاعتدال والتيسير والرخص الشرعية والتدرج في التشريع..
6- في ميادين الصراعات السياسية والعسكرية، تجلت بوضوح مظاهر رحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، فقدم الحوار على الصدام، و الحل السلمي على الحل العسكري، وطبق مبدأ الحوار بين الحضارات بنجاح وراسل لذلك قادة وملوك العالم وأرسل إليهم الرسل والسفراء . وشهد أعداؤه وخصومه، بعظم أخلاقه، وسمو عفوه، لاسيما مع الأسرى.وقد أطنب الباحثون الغربيون في تجلية هذه المظاهر، أمثال إميل درمنغم، والعلامة لويس سيديو ، والدكتورة كارين أرمسترونج ، وغيرهم .
7- حرر النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ المرأة من رق الجاهلية ، وأنقذها من مأساة الوأد، ورد لها اعتباراتها الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، وظهرت له ~ صلى الله عليه و سلم ~ النماذج الفذه في رحمته بالأطفال عامة وبالبنات خاصة، إضافة إلى الأيتام والأرامل .
8- لقد ضرب نبينا محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ المثل الأعلى في الرحمة بالضعفاء، فظهرت رحمته الجلية البينة بالفقراء وكيف ساندهم، والعبيد وكيف حررهم، والخدم وكيف أكرمهم، وذوي الاحتياجات الخاصة وكيف واساهم، والمسنين وكيف وقرهم.. وامتدت رحمته ~ صلى الله عليه و سلم ~ بالإنسان حتى في بطن الأرض ميتًا !