1. المقالات
  2. موسوعة أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام للأطفال
  3. أعلام علم الحديث

أعلام علم الحديث

الكاتب : أمين الأنصارى

لقد شرف الله سبحانه وتعالى واصطفى أفضل رجال الأمة لحفظ حديث رسول الله صاى الله عليه وسلم وصيانته من كذب الكاذبين وتحريف المنحرفين فجمعوا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ووضعوها فى كتب تسمى بالصحاح ، كما جمعوا الضعيف منها ليميزه المسلمون ويعرفوا علله يدافعون بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته .

وبذلوا فى سبيل ذلك أموالهم وأفنوا حياتهم فى تحصيله وتركوا بلدانهم وسافروا فى كل مكان فيه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حديثا واحدا فحفظوا لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاهم الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين خيراً وأضاء لهم قبورهم وتقبل جهدهم وحشرهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن وإياكم وكل من نشر سنة النبى صلى الله عليه وسلم وفيما يلى سنعرض سيرة مختصرة لبعض رجال الحديث رحمهم الله 

أمير أهل الحديث الإمام البخارى رحمه الله

  .اسمه : 

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخارى وسمى بالبخارى نسبة لبلده بخارى 

مولده : ولد البخارى سنة 194 هجرية وقد مات أبوه صغيرا ثم فقد بصره وهو طفل وظلت أمه تدعوا له أياماً طويلة حتى رأت فى منامها نبى الله إبراهيم عليه السلام وهو يقول لها إن الله قد رد لإبنك بصره فاستيقظت من نومها فوجدت أن البخارى قد أصبح مبصرا . ثم ظهرت عليه علامات النبوغ ووهبه الله ذاكرة قوية فكان يحفظ بها كلام الناس إذا مر بهم وهم يتحدثون فى الأسواق.

كان الأمام البخارى رحمه الله أعظم علماء الحديث فى عصره وكل العصور التالية له فقد كان يتمتع بحدة الذكاء وقوة الحفظ 

 وقال فيه قتبة بن سعيد:  ( لو كان محمد بن إسماعيل فى الصحابة لكان آية ).

وقال بن خزيمة : ( ما تحت السماء كتاب بعد الفرآن أصح من كتاب صحيح البخارى رحمه الله ).

وقال الحسين بن خزيمة : ( ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل البخارى كأنه لم يخلق إلا للحديث ). 

وقد سافر البخارى فى طلب الحديث فى معظم بلدان الأرض وربما سافر شهرا من أجل حديث واحد .

تحريه الصدق : لقد كان البخارى يتحرى الصدق فقد كان يجمع الحديث من الصادقين والحافظين وإذا رأى خللاً فى الراوى كالكذب وعدم الانضباط لم يأخذ منه حديثاً لرسول الله .

ومن ذلك أنه ذهب لرجل عنده حديث للنبى ليستمع إليه فوجد أنه يشير للحصان بطعام ليأت إليه فلما أتى الحصان لم يطعمه الرجل فقال البخارى لم لم تطعمه قال لأنى أردت أن يأتى إليه وكنت أغريه بالطعام فقال البخارى أتكذب على الحصان ليأتيك ؟ فمشى ولم يأخذ من هذا الرجل شيئاً خوفاً من صفة الكذب فيه .

وبذلك سموه بأمير أهل الحديث واستطاع البخارى أن يصفى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضعف وجمعها فى كتاب سماه [ صحيح البخارى ] وهو أصح كتاب لحديث النبى  صلى الله عليه وسلم وقال فيه البخارى ما وضعت حديثاً فى كتابى هذا إلا الصحيح وقال ما وضعت حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتابى الصحيح إلا  اغتسلت وصليت ركعتين واستخرت الله فيه .

وكان من تلامذته الإمام : مسلم بن الحجاج وأبى داوود وابن ماجه والنسائى والترميذى رحمهم الله جميعاً ولذلك الحديث الذى يكتب خافه رواه البخارى هو أصح الأحاديث عن رسول الله ويليه رواه مسلم ثم بقية أصحاب السنن ولذلك أهتم المسلمون بهذه الكتب الستة اهتماماً كبيراً وتلقوه بالقبول وقاموا بحفظها ونشرها وشرحها للمسلمين فى المساجد وفى مجالس العلم ونفع الله المسلمين بهذه الكتب إلى يومنا هذا 

 وفاته : 

وكانت وفاته 256 هجرية عن عمر عامر بحفظ حديث رسول الله ونشره  .

الإمام مسلم رحمه الله 

اسمه : 

مسلم بن الحجاج القشيرى النيسبورى ولد فى نيسابور فى 206 هجرية .

والإمام مسلم من أكبر علماء الحديث بعد البخارى رحمه الله وهو من أصحاب الإمام البخارى وأفضل تلامذته على الإطلاق .

بدأ فى طلب علم الحديث وهو فى سن الثانية عشر ونبغ فى تحصيله وسافر من أجله إلى مكة وبعدها أدى فريضة الحج وذهب إلى المدينة المنورة وطلب العلم على شيوخها كما ارتحل فى طلب الحديث إلى البصرة وبغداد والكوفة وسافر إلى الشام ومصر فجمع الصحيح من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنف كتابه الصحيح واسمه ( صحيح مسلم ) وهو أصح الكتب بعد صحيح البخارى رحمه الله. 

وفاته : 

وتوفى سنة 261 هجرية عن عمر يناهز 55 سنة . 

أبو داوود رحمه الله 

اسمه : 

أبو داوود سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأسدى السجستانى . 

مولده :

 ولد أبو داوود فى مدينة سجستان سنة 202 هجرية .

علمه وشيوخه :

 كان أبو داوود رجلا صالحا وصاحب درجة عالية من العلم والعبادة ، وكان ثمرة ذلك نبوغه فى علم الحديث حتى قيل عنه ( لقد ألان الله علم الحديث لأبى داوودكما ألان الحديد لنبيه داوود عليه السلام ) .

وأبو داوود من تلامذة الإمام البخارى رحمه الله فقد كان للبخارى تأثير خاص فيه إذ أنع أفاد منه إفادة عظيمة وقد اتبع سبيله فى العلم وفوق ذلك فقد كان يشبه الإمام أحمد بن حنبل فى هديه وسمته وصلاحه وقد تتلمذ على يديه الإمام الترميذى والإمام النسائى وابنه الإمام ابى بكر بن أبى داوود .

مؤلفاته :

 وكان لأبى داوود مؤلفات كثيرة منها كتابه الشهير ( سنن أبى داوود ) وقد جمع فيه سنن النبى صلى الله عليه وسلم فى الأقوال والأفعال وهو كتاب يأتى فى المرتبة بعد صحيح البخارى وصحيح مسلم فى الشهرة والمكانة  وقد عد أول كتب السنن المعروفة وهى : سن أبى داوود والترميذى والنسائى وابن ماجه رحمهم الله جميعاً  . 

 

الامام بن ماجه رحمه الله 

اسمه :

 هو الإمام الحافظ الكبير أبو عبدالله محمد بن يزيد بن ماجه .

مولده :

 ولد بقزوين سنة 209 هجرية . 

نشأته : 

نشأبن ماجه فى بيئة علمية ومن ثم شب محباً للعلم الشرعى عموما وعلم الحديث خصوصاً فحفظ القرآن الكريم وتردد على حلقات المحدثين التى امتلاءت بها مساجد قزوين حتى حصل قدراً كبيراً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

سافر إلى بلدان كثيرة فى طلب الحديث منها خرسان والبصرة والكوفة وبغداد ودمشق ومكة والمدينة ومصر وغيرها وقد تتلمذ على يد الإمام البخارى رحمه الله ومحمد بن نمير وجبارة بن المغلس وغيرهم الكثير 

كتبه :

 ألف ابن ماجه الكثير من الكتب وأشهرها كتاب ( سنن بن ماجه ) وهو رابع كتاب فى اسنن المعروفة وهى سنن ابو داوود والترميذى والنسائى وابن ماجه وهو متمم للكتب الستة وهى صحيح البخارى وصحيح مسلم وهذه الكتب الستة هى المرجع والأصول للسنة النبوية الشريفة وينابيعها لمن بعدها من المسلمين .

الإمام الترميذى رحمه الله

اسمه : 

هو محمد ابن عيسى الترميذى ، ولد فى بوغ وهى من قربى مدينة ترمذ وبها سمى الترميذى سنة 209 هجرية كان الامام الترميذى من معاصرى الإمام البخارى ومن أنجب تلامذته وكان قد كف بصره ولم يمنعه ذلك من الجد والاجتهاد فى طلب العلم وان يحب العلم والارتحال إليه ويسافر إلى العلماء ليجالسهم وينهل من علمهم .

شيوخه :

 وكان شيوخه هم الخمسة ذووا الكتب المعتمدة فى الحديث وهم الامام البخارى ومسلم وابو داوود والنسائى وبن ماجه رحمهم الله جميعا . 

قالوا عن الترميذى :

 عاش الترميذى للحديث ورحل إليه حيثما كان فأخذ العلم من الخرسانين والعراقيين والحجازيين وقد صنف كتابه الشهير المسمى ب (سنن الترميذى )وهو يتحدث عن أعمال وأقوال النبى عليه اصلاة والسلام فى كل أحواله.

كان الترميذى قوى الحفظ قال عنه ابن الأثير : ( كان الترميذى مميزاً عن الأقران ، آية فى الحفظ والأتقان ) .

الأمام النسائى رحمه الله 

اسمه ومولده :

 هو أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن سنان بن بحر الخرسانى ولد بمدينة نسا سنة 215 هجرية .

علمه وشيوخه :

 كان الإمام النسائى يحب طلب العلم والترحال من أجل تحصيله وفى سبيل ذلك فقد سافر إلى بلاد كثيرة واستوطن مصر ثم فلسطين وترك النسائى عدة من كتب الحديث أشهرها كتابه فى سنن النبى عليه الصلاة والسلام والمسمى( بالسنن الكبرى فى الحديث ) وكان من شيوخه إسحاق بن راهويه . 

وفاته : 

وتوفى سنة 302 هجرية بمكة وقيل بفلسطين .

رحم الله أئمة الحديث الستة وغيرهم ممن حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وجعلنا وإياكم وأبنا ئنا منهم . آمين . 

  

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day