البحث
خطبة مختصرة: مقتضيات الإيمان بالرسل
- ومن مقتضيات الإيمان بالرسل؛ الإيمان بأن دعوة الرسل واحدة، وهي الدعوة إلى توحيد الألوهية، وإن اختلفت شرائعهم، دل على ذلك قوله تعالى ﴿، وقال تعالى
وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إلـٰه إلا أنا فاعبدون﴾
﴾.لكل جعلنا منكم شِرعة ومنهاجا
- ومن مقتضيات الإيمان بالرسل؛ الإيمان بأن الرسلَ بشر اصطفاهم الله لحمل الرسالة، وحباهم قدرة على القيام بأعبائها والصبر على مشاقِّها، لاسيما أولو العزم منهم، قال تعالى
﴿الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس﴾.
- ومن مقتضيات الإيمان بالرسل؛ الإيمان بأن الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية ولا الألوهية شيء، قال تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) - وهو سيد المرسلين وأعظمهم جاهًا ومنزلة عند الله - ﴾.
﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
- ومن مقتضيات الإيمان بالرسل؛ الإيمان بأن الرسل تلحقهم خصائص البشرية من المرض والموت والحاجة إلى الطعام والشراب وغير ذلك، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في وصفه لربه تعالى ﴿﴾.
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ
- ومن مقتضيات الإيمان بالرسل؛ الإيمان بأن الرسل عبيد لله، وقد وصف الله تعالى صفوة رسله بالعبودية له في سياق الثناء عليهم، فقال عن نوح عليه السلام ﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورا﴾، وقال عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وقال عن عيسى ابن مريم ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيل﴾، وقال عن محمد (صلى الله عليه وسلم)
﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَار﴾،
.﴿تَبَارَكَ الَّذِي نـزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرا﴾
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني.[1]
فالرسل عبيد لله، وعليه فلا يجوز أن يُصرف لهم شيء من العبادات، لا دعاء ولا ذبح ولا نذر ولا سجود ولا غيرها من العبادات، بل المستحق لذلك هو الله وحده، وهذا أمر مُـجمع عليه في جميع الشرائع السماوية كما قال تعالى﴿
وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إلـٰه إلا أنا فاعبدون
- بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
رواه البخاري (401)، ومسلم (572)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.