1. المقالات
  2. صيد الفوائد
  3. مرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة

مرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة

الكاتب : د. مهران ماهر عثمان
تحت قسم : صيد الفوائد
433 2022/05/10 2024/04/25

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد؛

فقد قالت عائشة رضي الله عنها: بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة،  قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعًا، في ساعة لم  يكن  يأتينا فيها! فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر. قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن، فأذن له فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «أخرج مَنْ عندك». فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. قال:

«فإني قد أذن لي في الخروج»، فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم»

رواه البخاري.

دل هذا الحديث على أن القرب من النبي صلى الله عليه وسلم من نعم الله على  العبد، فكيف بالقرب منه في جنات النعيم؟! ومما يدلُّ على صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم أن يتمنى المسلم صحبته؛  ليجاهد معه، ويذب عنه، وينصره، قال النووي رحمه الله: "قال القاضي  عياض رحمه الله: ومن محبته صلى الله عليه وسلم نصرة سنته، والذب عن شريعته، وتمني حضور
حياته فيبذل ماله ونفسه دونه".

وليجمعن الله بين المؤمنين الصادقين وبين نبيهم صلى الله عليه وسلم عند حوضه، فقد ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ:

«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا». قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ». فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ»؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا»

رواه مسلم.

والمؤمن الذي فاتته صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا  يرجو أن يكون رفيقاً له في أعلى جنة الخلد.

المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day