1. المقالات
  2. لماذا يكرهون الإسلام
  3. لماذا يكرهون الإسلام

لماذا يكرهون الإسلام

الكاتب : الشيخ أحمد الشوبكي
286 2023/03/07 2023/03/07

كل الناس يعلم((أن الإنسان عدو ما يجهل)) وكلهم أيضا يفهم والمشكلة أن هناك في العالم أكداساً من الكراهية والحقد ضد لإسلام يتعجب منها كل منصف، إذ لا يوجد سبب طبيعي للكره، ولا ورد في تعاليم الإسلام ولا نصوصه المقدسة ما يتعارض مع مصلحة الإنسانية أو يدعو إلى الكراهية.

تلك الكراهية التي لابد من معرفة سببها والبحث عن حل لها، لعل وعسى أن يهدي الله بنا أحدا، فإن الكراهية تستنزف طاقات الإنسان والشعوب والحضارات، وتبقى مرارتها طويلة، خاصة إذا تأسست على أفكار ورؤى وهمية خداعة، مع زعامات دينية أو قواعد ثقافية.

إن الكراهية تتوالد منها الكراهية، ولا سبيل لمواجهتها إلا بالغوص للوصول إلى الجذور البعيدة التي أنتجهتها، واقتلاعها ومعالجة آثارها.

وتعالوا بنا لنقف مع توضيح للإسلام من خلال سؤال مهم لابد أن نسأله لكل الناس، لنحاول الوصول إلى الأسباب التي جعلت بعض الناس يكرهون الإسلام، ويحاربونه، هذا السؤال هو هل حث الإسلام على الكراهية؟

إن من يقرأ القرآن ويعيش مع حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويسمع أحاديثه النبوية يتأكد من أن الإسلام اعتبر الناس كلهم مهما اختلفت أعراقهم وأنسابهم وبيئاتهم، في مستوى واحد من الكرامة الحرية الإنسانية، قال تعالى

{{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ }}

وكذلك حث القرآن الكريم على العفو والتسامح

{{وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفرا لله لكم}}

والرفق والمحبة والصلح بين الناس فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}}، وأمر القرآن بالاحسان وحسن معاملة أهل الكتاب

{{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن}}

{{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}}

، ونهت السنة النبوية عن التباغض والتحاسد والتنابذ، عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال:

((لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا))

فكل صور الكراهية نهى عنها الإسلام وكل سبيل للألفة دعا إليه ورغب فيه.

إذا لماذا انتشر خطاب الكراهية وانتسب للإسلام؟

لعل ذلك يعود إلى اعتقاد بعض أصحاب الديانات التي تعادي الإسلام بأفضليتهم على الآخرين، ولا يوجد عندهم ثقافة التعارف، وعدم تحويل أصل الاختلاف بين البشر، إلى قناعة للتعرف عل تعاليم ما يكرهونه ومحاولة قبول تعاليمه لأنها فعلا صحيحة، لا يبتدأون بكراهتها لمجرد أنها من الإسلام وفقط، ومحاولة إنشاء سلوك يقبل آثار هذا الاختلاف، فلما انعدمت تلك الثقافة وهذه الروح الطيبة أخذت تنمو روح التنابذ والكراهية، حتى احتلت مساحة واسعة في كلامهم عن الإسلام.

 الكراهية هي منبع الرذائل، وهي مُحرضة على الظلم والعدوان، وخطاب الكراهية هو أحد مسببات العنف والتطرف، وتعميق الانقسامات، كما أنه مدمر للتماسك الاجتماعي، ويضعف ولاء الناس للدين القويم، ويتسبب فيما يضر بعقيدة الناس وفساد دنياهو آخرتهم، خاصة عندما يغيب الخط الفاصل بين الدين والكراهية.

وتُشكل الكراهية الدينية خطورة وتهديدًا للتعايش ونشر ثقافة التدين بين المجتمعات والشعوب، وتمتد آثارها إلى كل نواحي المجتمع سياسيا واجتماعيا ........الخ، خاصة في ظل انتقاء النصوص التي تُفهم خطأ، وفي ظل أيضا سوء توظيفها، وقراءتها خارج الرؤية الكلية الصحيحة التي أرادها الله في كتابه، وبينها الرسول في سنته القولية والعملية، وطبقها خير قرون الناس في حياتهم،و كذلك ما فهمه جمهور العلماء في سائر الأزمان من فقه لحياتهم وتطبيق لدينهم.

إن الإسلام يؤكد على أهمية احترام الإنسان بمختلف مستوياته ومعتقداته، ويستمع للآخرين ويناقشهم بالعقل ويناظرهم بالمنطق، وآيات القرآن التي اشتملت على الإقناعات العقلية كثيرة جدا، اقرأوا سورة الأنعام، وتاملوا سورة الطور، حتى تعلموا عظمة هذا الدين، وسلامة منطقه.


موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day