البحث
دروس في العقيدة والتوحيد
في آيات القرآن الكريم، نجد أمثالاً غاية في الدقة والبيان، تُعلمنا وترشدنا إلى معانٍ عظيمة تخص عقيدتنا وتوحيدنا لله عز وجل. من بين هذه الأمثال، يقدم الله تعالى المثل الفريد في سورة النحل، {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُو يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ}، مبينًا الفارق العظيم بين الخالق والمخلوق، بين العبد المملوك العاجز وبين الإنسان الحر الذي يملك الرزق الحسن وينفقه في سبيل الخير.
هذا المثال ليس مجرد قصة، بل درس عميق في العقيدة، يدعونا إلى التأمل في وحدانية الله وقدرته، ويزجرنا عن مماثلة الله بخلقه أو الخلق بالرب. إنه يُظهر بوضوح بطلان الشرك وتعدد الآلهة، مؤكدًا أن لا أحد يستطيع أن يقارن بالله، الرازق الكريم، الذي منه كل النعم.
في هذا المثل، نرى كيف أن الله يستخدم البساطة ليعلمنا الحقائق العظيمة. يُظهر الفارق بين من لا يملك شيئًا وبين من ينفق مما رزقه الله سرًا وجهرًا، ليبين لنا أن العبودية الحقة هي لله وحده، القادر على كل شيء، المنعم بالرزق الواسع.
دعوة المثل واضحة: الحمد لله على نعمه العظيمة وهدايته الكريمة التي تفرق بين الحق والباطل. فلنستلهم من هذا المثل القرآني العظيم الدروس في التوحيد والعبودية لله وحده، ونعيش بوعي وتقدير لنعمه التي لا تُعد ولا تُحصى. فالأمثال في القرآن ليست للقراءة فقط، بل للعمل بها والتعلم منها، لنصل إلى فهم أعمق لديننا وعقيدتنا.