1. المقالات
  2. رحمته للعبيد والخدم
  3. رفقه وعطفه على الخدم

رفقه وعطفه على الخدم

4632 2007/11/28 2024/11/15

أولاً: سلوكه  ~ صلى الله عليه و سلم ~   مع خادمه

 

خادمه أنس يحدثنا عن رحمته وشفقته  ~ صلى الله عليه و سلم ~   بالخدم..

وإن شهادة الخادم عن سيده لصادقة، وخاصة من رجل كأنس الذي خدمه تسع سنين، ونقل عنه إلى الأُمة آلاف الأحاديث، وكان معه كظله..

فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ  ~ صلى الله عليه و سلم ~  أَحْسَنَ النّاسِ خُلُقاً. فَأَرْسَلَنِي يَوْماً لِحَاجَةٍ.

فَقُلْتُ: وَاللّهِ لاَ أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيّ اللّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، فَخَرَجْتُ حَتّىَ أَمُرّ عَلَىَ صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ     ~ صلى الله عليه و سلم ~   قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ:" يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟" قُلْتُ: نَعَمْ ! أَنَا أَذْهَب يَا رَسُولَ اللّهِ. قَالَ أَنَسٌ: وَاللّهِ لَقَدْ خَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، مَا عَلِمْتُهُ قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ أَوْ لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ: هَلاّ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا [1] ..

وإذا لام أحدٌ الخادم لتقصيره في خدمة سيدنا محمد    ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، قال  ~ صلى الله عليه و سلم ~   : "دعوه ! فلو قُدر أن يكون كان!" [2] .

 

ثانيًا: حثه على العفو عن الخادم

 

كان سيدنا محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~   يوصي أصحابه بالعفو عن الخدم ..فعن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~  فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت. فلما كان في الثالثة قال: "اعفوا عنه في كلِّ يومٍ سبعين مرَّةً " [3] .

 

ثالثًا: توبيخه مَنْ ضرب الخادم

 

كان لدى بني مقرّن خادمة، فلطمها أحدهم، فجاءت تشتكي إلى رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~  باكية، فاستدعى الرسول ~ صلى الله عليه و سلم ~  مالكها قائلاً له: "أَعتِقوها"، فقالوا: ليس لهم خادم غيرها. قال: "فليستخدموها، فإذا استغنوا عنها، فليخلّوا سبيلها [4] .

وعن عائشة قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة قط [5]

 

رابعًا: ترغيبه  ~ صلى الله عليه و سلم ~  في إطعام الخادم

 

فعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  ~ صلى الله عليه و سلم ~  : " مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ" [6] .

خامسًا: نهيه عن الدعاء على الخادم :

فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  ~ صلى الله عليه و سلم ~  : "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ" [7] .

 

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 [1]صحيح – رواه  مسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم باب حسن خلقه، رقم 2310

[2] صحيح - رواه  أحمد، وصححه الألباني في ظلال الجنة ، برقم 355

[3] رواه أبو داود، باب في حق المملوك، برقم 4496.

[4] صحيح – رواه مسلم ، كتاب الأيمان - باب صحبة المماليك، وكفارة من لطم عبده

[5] صحيح -  سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في التجاوز في الأمر، ح:  (4154)، وابن ماجة، كتاب النكاح، باب ضرب النساء، ح: (1974)، وقال الألباني : صحيح ، انظر مختصر الشمائل المحمدية، ص 182

[6] رواه أحمد، برقم  16550،  والنسائي5\382 برقم9204، قال ابن كثير : إسناده صحيح ولله الحمد ( التفسير 2/264)

[7] صحيح – رواه  داود برقم 1309، كتاب الصلاة، بَاب النَّهْيِ عَنْ أَنْ يَدْعُوَ الْإِنْسَانُ عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ.، وهو في صحيح الترغيب والترهيب 2\ 133

المقال السابق

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day