البحث
أقوال أبناء الشيخ محمد ابن عبد الوهاب تجاه أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أهل البيت رضوان الله عليهم لا شك في طلب حبهم ومودتهم لما ورد فيه من كتاب وسنة
يقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: «وأما أهل البيت: فقد ورد سؤال على علماء الدرعية في مثل ذلك، وعن جواز نكاح الفاطمية غير الفاطمي، وكان الجواب عليه ما نصه: أهل البيت -رضوان الله عليهم- لا شك في طلب حبهم ومودتهم، لما ورد فيه من كتاب وسنة، فيجب حبهم ومودتهم، إلا أن الإسلام ساوى بين الخلق، فلا فضل لأحد إلا بالتقوى، ولهم مع ذلك التوقير والتكريم، والإجلال، ولسائر العلماء مثل ذلك، كالجلوس في صدور المجالس، والبداءة بهم في التكريم، والتقديم في الطريق إلى موضع التكريم، ونحو ذلك، إذا تقارب أحدهم مع غيره في السن والعلم» (الدرر السنية: 1/232-233).
ويقول أيضًا (الدرر: 1/246): «ونحن نعتقد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولى بالخلافة من معاوية فضلًا عن بني أمية، وبني العباس. والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، صح عن جدهما صلوات الله وسلامه عليه أنهما: (سيدا شباب أهل الجنة) وهم أولى من يزيد بالخلافة، وبني أمية، وبني العباس الذين تولوا الخلافة».
وقد جاء في رسالته الموسومة بــ(جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية) كلمات كثيرة في الثناء على آل البيت عليهم السلام وأن مذهب أهل السنة والجماعة قاطبة - وعلماء نجد خاصة - توليهم وحبهم وتقديمهم ووضعهم في مكانهم اللائق بهم، وتبرئتهم مما افتراه عليهم أهل البدع.. ومن أقواله في ذلك على سبيل الإيجاز والاختصار ما يلي:
قال رحمه الله (ص:54) [من طبعة مجموعة الرسائل والمسائل النجدية المجلد الرابع. ط دار العاصمة – الرياض]: «إن أسعد الناس باتباعهم ومحبتهم [آل البيت] أهل السنة والجماعة القائلون بما دل عليه الكتاب والسنة».
وقال (ص:59): «... بل جميع أهل السنة يتولون عليًا وأهل البيت، ويقدمونه على معاوية، بل وعلى من هو أفضل من معاوية... إلخ».
وقال (ص:61-62): «وأما سائر أهل السنة والجماعة فكلهم يتولون عليًا وأهل البيت ويحبونهم، وينكرون على بني أمية الذين يسبون عليًا، وكتبهم مشحونة بالثناء عليه ومحبته وموالاته، وجميع كتب الحديث مذكور فيها فضل علي وأهل البيت... إلخ».
وقال (ص:62): «وأما قوله [يعني المعترض]: ولذلك قال الشافعي لما رأى التبديع لأهل الحق:
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي
فجميع أهل السنة وأكثر أهل البدع من المعتزلة والمرجئة وغيرهم يقولون كما قال الشافعي، ويقولون أيضًا كما قال بعض العلماء:
إن كان نصباً حب صحب محمد فليشهد الثقلان أني ناصبي
فالبيت الأول: إرغام للخوارج وطائفة من بني أمية الذين يبغضون عليًا رضي الله عنه وأهل بيته، ومنهم من يكفره.
والبيت الثاني: إرغام للروافض والزيدية الذين يبغضون بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم... إلخ».
وقال رحمه الله (ص:65): «...أما لعن علي رضي الله عنه فإنما فعله طائفة قليلة من بني أمية، وهم عند أهل السنة ظلمة فسقة، وأهل السنة ينكرون عليهم ذلك بألسنتهم ويروون الأحاديث الصحيحة في فضائل علي.
وذلك أنهم أرادوا وضعه عند الناس، وحطّ رتبته ومحبته من قلوبهم فجازاهم الله بنقيض قصدهم، ورفعه الله، وأظهر أهل السنة والجماعة فضائله، وحدثوا بها الناس، فاشتهرت عند العامة فضلًا عن الخاصة، وجميع أهل السنة يحبونه ويوالونه رضي الله عنه... إلخ».
وقال (ص:69): «...كثير من أهل السنة يرون أن عليًا مصيب في قتاله لمعاوية ومن معه، وكلهم متفقون على أنه أقرب إلى الحق وأولى به من معاوية ومن معه... إلخ».
وقال في الصفحة نفسها: «... فإن أهل السنة والحديث أولى باتباع أهل البيت منهم، وهم شيعتهم على الحقيقة؛ لأنهم سلكوا طريقتهم واتبعوا هديهم... إلخ».
وقال رحمه الله (ص:73): «وما جرى للحسين رضي الله عنه وعلى أهل بيته مما يعظم الله به أجورهم ويرفع به درجاتهم رضي الله عنهم ».
وقال رحمه الله (ص:79) في رده قول المعترض أن أهل السنة والجماعة منحرفون عن آل البيت: «إن هذا كذب على أهل السنة والجماعة لا يمتري فيه أحد عرف مذهبهم، وطالع كتبهم؛ فإنهم لم ينحرفوا عن أهل البيت، بل من أصول الدين عندهم محبة أهل البيت النبوي وموالاتهم والصلاة عليهم في الصلاة وغيرها، ولو ذهبنا نذكر نصوصهم في ذلك لطال الكلام جدًا».
وقال رحمه الله (ص:87): «... الذين ظلموا أهل البيت وقتلوهم أو واحدًا منهم، هم عند أهل السنة والجماعة أئمة جور وظلم لا يحبونهم ولا يوالونهم، بل يبغضونهم ويعادونهم، ويلعنون من ظلمهم. وهذه كتبهم محشوة بالثناء على أهل البيت والدعاء لهم، والترضي عنهم، وذمّ من ظلمهم... إلخ».
وقال رحمه الله (ص:91) بعد أن ذكر بعض الأحاديث في فضل أهل البيت: «وإنما تدل على أن إجماع أهل البيت حجة، وأنهم لا يجمعون على باطل؛ لأن الله عصمهم من ذلك كما عصم الأمة أن تجتمع على ضلالة... إلخ».
وقال (ص:105): «... وأهل السنة كلهم يحبون آل محمد مع إثباتهم لصفات الله التي نطق بها القرآن إلى أن قال: لأن أهل البيت لا يفارقون كتاب الله ولا يخالفونه كما ورد في الحديث أنه قال: (ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)...».
وقال (ص:206): «وأما دعواه أن أهل السنة قد رضوا بسب علي رضي الله عنه فكذب عليهم لا يمتري فيه أحد، بل هم ينكرون سب علي رضي الله عنه أشد الإنكار في قديم الزمان وحديثه».
وقال (ص:221): «فقد تقرر وظهر ولله الحمد والمنة؛ أن أسعد الناس باتباع أهل البيت ومحبتهم هم أهل السنة والجماعة، القائلون بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم».
وجاء في كلامٍ له رحمه الله حول مسألة الاستسقاء (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية: 1/65): «وقالوا [فقهاء أهل السنة] يستحب أن يستسقى بالصالحين، وإذا كانوا من أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أفضل».
وجاء كذلك في (الدرر السنية من الأجوبة النجدية: 1/249) وما بعدها:«وسئل -الشيخ عبد الله بن محمد رحمه الله - أيضًا عن قوله تعالى: ((وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ)) [النساء:115] الآية، من هم المؤمنون الذين أمر الله باتباع سبيلهم؟ فإن قلتم: هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سار سيرتهم، فنسألكم: هل كان علي بن أبي طالب، والحسن والحسين، والصادق، والباقر، والنفس الزكية، وحسن بن الحسن، وأمثالهم من ذرية علي وفاطمة رضي الله عنهم هم من المؤمنين الذين أنكر الله على من خالف سبيلهم أم لا؟
فأجاب: علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين رضي الله عنهم، من ساداتهم، وكذلك طلحة، والزبير رضي الله عنهما، ومن معهما من أهل بدر، وكذلك معاوية بن أبي سفيان، ومن معه من أهل الشام، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين؛ فنتولى الجميع، ونكف عما شجر بينهم، وندعو لهم بالمغفرة، كما أمرنا الله بذلك بقوله: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)) [الحشر:10]
ونقول كما قال بعض العلماء:
إن كان نصباً حب صحب محمد فليشهد الثقلان أني ناصبي
ونقول لمن أمر بمعاداة أهل البيت، وبغضهم، والتبري منهم، ما قاله بعض العلماء:
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي
وأما قولكم: إنا ننكر علم أهل البيت، وأقوالهم، ومذاهبهم، ومذهب الزيدي: زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، على علم جده رضي الله عنه، فهذا كذب وبهتان علينا بل زيد بن علي عندنا، من علماء هذه الأمة، فما وافق من أقواله الكتاب والسنة قبلناه، وما خالف ذلك رددناه، كما نفعل ذلك مع أقوال غيره من الأئمة، هذا إذا صح النقل عنه بذلك» انتهى.
فيا أيها القارئ الكريم رعاك الله:
بقلب ممتلئ بحب الحق.. وأذن تأبى سماع البهتان والزور.. وعين ترى بنور البرهان والدليل؛ انظر وتأمل:
- من يرى وجوب محبة آل البيت وموالاتهم هل من الممكن أن يبغضهم؟!
- هل من المعقول أن يعادي أهل البيت من يعتبر أن محبتهم وموالاتهم والصلاة عليهم من أصول الدين؟
- هل يمكن أن يخالف أهل البيت من يعتقد أن إجماعهم حجة وأنهم لا يجتمعون على ضلالة؟
حب علي رضي الله عنه علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه (تيسير العزيز الحميد: 1/107): «"قوله: يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي الله عنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بذلك... وفيه إشارة إلى أن عليًا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحبه الله؛ ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق. ذكره الحافظ بمعناه».
وقال رحمه الله أيضًا (1/157): «وعلي بن أبي طالب هو الإمام أبو الحسن الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء، واسم أبي طالب عبد مناف ابن عبد المطلب ابن هاشم القرشي، كان من السابقين الأولين إلى الإسلام ومن أهل بدر وبيعة الرضوان وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين، ومناقبه كثيرة رضي الله عنه، قتله ابن ملجم الخارجي في رمضان سنة أربعين للهجرة».
وجاء فيه أيضًا (1/309): «قوله: «عن علي بن الحسين» أي: ابن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين رضي الله عنه، وهو أفضل التابعين من أهل بيته وأعلمهم. قال الزهري: ما رأيت قرشيًا أفضل منه. مات سنة ثلاث وتسعين على الصحيح. وأبوه الحسين سبط النبي صلى الله عليه وسلم وريحانته، حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وله ست وخمسون سنة».
هذه هي العقيدة التي ربى الإمام محمد بن عبد الوهاب أبناءه وأحفاده عليها، وهي حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة حقهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله ورسوله إياها.
السنة.. مخرجها أهل المدينة وأهل البيت عليهم السلام
ينقل الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله في فتح المجيد [تحقيق: د. الوليد بن عبد الرحمن آل فريان ط. دار الصميعي (1/429)] عند شرحه لـ(باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك) كلامًا لشيخ الإسلام ابن تيمية مقرًا له فيقول: «قال شيخ الإسلام رحمه الله: فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت الذين لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب النسب وقرب الدار؛ لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، فكانوا له أضبط.اهـ».
وقال في باب من جحد شيئًا من الأسماء والصفات (2/674): «علي: هو أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب، وأحد الخلفاء الراشدين».
فها هو أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ينقل عن شيخ الإسلام مقرًا له أن أهل البيت بقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم نسبًا ودارًا، هم مخرج السنة، وهم لها أضبط، ويرى أن علي بن أبي طالب؛ أحد الخلفاء الراشدين المهديين، ويرى أنه من أسبق السابقين، وما ذلك إلا لمعرفته بحق آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم قدرهم؛ واتباعه لما أمر الله به في كتابه، ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.
صح في فضائل أهل البيت أحاديث كثيرة
قال أبناء الإمام محمد بن عبد الوهاب والشيخ حمد بن ناصر المعمر: «وأما السؤال عما ورد في فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ فنقول: قد صح في فضائل أهل البيت أحاديث كثيرة؛ وأما كثير من الأحاديث التي يرويها من صنّف في فضائل أهل البيت، فأكثرها لا يصححه الحفاظ، وفيما صح في ذلك كفاية». (الدرر السنية: 1/208)
علي رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين المهديين
سئل الشيخ سليمان بن سحمان مسألة حول الهجرة فكان من جوابه: «ومن عاب ذلك أو أنكره، فقد عاب على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خصوصًا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) وعلي رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين المهديين، الذين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتمسك بسنتهم وهديهم، فمن أنكر ما ذكرناه وعابه، فقد أخطأ وأضاع نصيبه من العلم، وتكلَّف ما لا علم له به» (الدرر السنية: 1/59).
وجاء في كتابه الضياء الشارق [تحقيق: عبد السلام آل عبد الكريم ط: دار العاصمة 1412هـ] (ص:552) تحت حديث استسقاء عمر رضي الله عنه بدعاء العباس رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «...ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم توسلوا بدعاء العباس، واستسقوا به، ولهذا قال الفقهاء: يستحب الاستسقاء بأهل الخير والدين، والأفضل أن يكونوا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ».
وجاء في كتابه الحجج الواضحة الإسلامية [تحقيق: محمد الفوزان ط: مكتبة الرشد 1420هـ] (ص:312) عند كلامه على حديث (أذكركم الله في أهل بيتي) الذي رواه مسلم (2408) قوله رحمه الله: «...فيه الحض على محبتهم [يعني أهل البيت] وموالاتهم، ومعرفة حقوقهم... إلخ».
ففي هذه النصوص المباركة يبين هذا العَلَم مدى حب أتباع هذه الدعوة المباركة -والتي هي امتداد لمنهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة- لأهل البيت عليهم السلام، فهو يستنكر ويشنع على من ينكر سنة الخليفة الراشد المهدي علي بن أبي طالب، ويبين خطر هذا الصنيع بقوله: (فقد أخطأ وأضاع نصيبه من العلم، وتكلّف ما لا علم له)، كذلك ما تضمنه كلامه حول مسألة الاستسقاء من تعظيم لآل البيت عليهم السلام ومعرفة فضلهم..
محبة أهل البيت عليهم السلام واجبة من وجوه
قال الشيخ الفهامة علامة القصيم /عبد الرحمن بن ناصر ابن سعدي رحمه الله في كتابه التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة (ص:121) عند شرحه لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في موقف أهل السنة والجماعة من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
«فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة من وجوه، منها: لإسلامهم، وفضلهم، وسوابقهم. ومنها: لما تميزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم، واتصال نسبه. ومنها: لما حث عليه، ورغّب فيه، ولما في ذلك من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ».
فانظر إلى كلام هذا العلامة المحقق، والذي بيّن فيه أن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة من وجوه، وليس من وجه واحد، وهذا يدل على عظم المحبة ورسوخها.
يجب أَن يُحب أهل البيت زيادة على غيرهم من المسلمين
قال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله في الجزء الأول من فتاواه (ص:254): « (فضل أَهل البيت، والاعتدال في محبتهم).
- فضيلة أَهل البيت معلومة، والأَدلة على ما لهم من الميزة على من سواهم من أَجل أَنهم من البيت وقرابة النبي معلومة، فيجب أَن يحبوا زيادة على غيرهم من المسلمين».
هذه هي عقيدة أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب المعاصرين رحمهم الله أجمعين، وهي أنه: «يجب أَن يُحبوا زيادة على غيرهم من المسلمين».
تسمية من ينتسب إلى آل بيت النبوة بـ(السيد) أو (بالشريف):
يكثر وينتشر في كلام الإمام العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ تسمية من ينتسب إلى آل بيت النبوة بـ(السيد) أو (الشريف) وقد نقلت بعضًا من هذه المواضع التي أطلق فيها هذين الوصفين من كتابه مجموع الفتاوى؛ وهي تبين عظيمَ إجلال هذا الإمام لأهل البيت عليهم السلام، ووافرَ محبته لهم:
قال رحمه الله: «الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
وبعد: فقد سألني الشريف ناصر بن صامل عن السماح بإقامة الجمعة في مسجدهم الواقع في محلتهم الحزم من قرايا رنية...». [مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (3/32)].
وقال أيضًا: «والسيد فضيلة الشيخ عباس مالكي، وفضيلة الشيخ محمد الحركان رئيس المحكمة الكبرى بجدة، بمشاركة محمد بن لادن مدير الإنشاءات الحكومية، ومحمد صالح القزاز، والمعلم حسين عجاج، والمهندسين الفنيين طارق الشواف وطه قرملي، حول توسيع المطاف...».
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (5/13)]
وقال: «من محمد بن إبراهيم إلى حضرات أصحاب الفضيلة المشايخ الكرام: الشيخ عبدالله بن جاسر رئيس هيئة التمييز بمكة، الشيخ سليمان بن عبيد رئيس المحكمة الكبرى بمكة، الشيخ السيد علوي عباس مالكي المدرس بالمسجد الحرام، الشيخ عبدالعزيز بن فوزان عضو هيئة التمييز بمكة المكرمة.. المحترمين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:...».
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (5/172)]
وقال عليه رحمة الله: «من محمد بن إبراهيم إلى المكرم الشريف مكرم بن عبد الكريم الراجحي.. سلّمه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فقد جرى الاطلاع على استفتائك الموجه إلينا منك بخصوص ابنتك، وسؤالك عن زواجها من غير الأشراف..».
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (10/121)]
وقال: «من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم السيد علي البار المحترم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فقد وصل إلينا كتابك الذي تستفتي به عن الرباط الموقوف على السادة العلوية بموجب شرط الواقف المرفقة صورته...».
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (9/74)]
وقال: «وبالاطلاع على صكي الوقفية الصادرين من المحكمة الكبرى بمكة برقم (31) في (20/1/1331) ورقم (128) في (19/12/1331 هـ) المتضمن أولهما أن السيد عبدالله الدباغ أنهى بأن أخاه محمد توفي وكان ناظرًا على أوقاف الرباط وقف الشريفة لبابه بنت السلطان إسماعيل الكائنة بمكة بمحلة جياد، وكامل الدار الكائنة بمحلة الشامية بخط سويقة، وكامل الدار الكائنة بشعب عامر، أوقفهما سلطان المغرب الحسن، وذكر مصرف الوقف وشروطه، إلى آخر ما ذكر...».
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (9/42)]
وقال: «من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الأستاذ السيد علوي مالكي. المحترم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
ثم إنه وصل إلي كتابكم الكريم المؤرخ في (29/75) وبرفقه النسخة من المجموع الذي ألفه فضيلتكم، وقد اطلعت عليه وقرأنا منه بحثكم المعنون بكلمة (التحذير من التبشير) في صحيفة (173و74و75) وقد وجدناه أحسن شيء جزاكم الله خيرًا ووفقكم، وسنعود إن شاء الله إلى قراءة المجموع كله، وسنجده إن شاء الله أنفع شيء للمجموع، وفقنا الله وإياكم لما فيه مرضاته، وجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والسلام عليكم ورحمة الله.(ص/م 1411 في 1/2/1375هـ)».
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (13/120-121)].
فضيلة علي رضي الله عنه وزيادة منقبته
قال العلامة عبد الرحمن بن قاسم النجدي رحمه الله في حاشيته على (الروض المربع: 3/330) في مسألة تحريم الزكاة على بني هاشم.. في الحاشية رقم (4): « وعلله صلى الله عليه وسلم بكونها "أوساخ الناس" فحرمت عليه صلى الله عليه وسلم، وآل بني هاشم، ومواليهم فقط لشرفهم».
وقال رحمه الله في (حاشيته على كتاب التوحيد ص:61) تحت حديث: (لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه. فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين علي بن أبي طالب؟)
قال رحمه الله: «وفيه فضيلة علي رضي الله عنه، وزيادة منقبته؛ لشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك بخصوصه إلى أن قال: لكن هذا الحديث من أحسن ما يحتج به على النواصب، الذين لا يتولونه، أو يكفرونه، أو يفسقونه كالخوارج... إلخ».
هذه هي عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده والتي هي عقيدة أهل السنة والجماعة قاطبة، وهو أن كل من لم يتولّ عليًا رضي الله عنه فهو ناصبي مبتدع.
فاطمة عليها السلام ممن كَمُل من النساء وهي سيدة نساء أهل الجنة
جاء في (فتاوى اللجنة الدائمة: 3/235) تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها بأنها سيدة نساء أهل الجنة.
وفي (فتاوى ومقالات ابن باز: 7/402): «الكامل من الرجال كثير، ولكن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو أكملهم، وأفضلهم؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية ابنة مزاحم - يعني زوجة فرعون - وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أم أولاده صلى الله عليه وسلم ممن كمل من النساء، وهكذا فاطمة ابنته صلى الله عليه وسلم ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنها سيدة نساء أهل الجنة، فهؤلاء الخمس هنَّ الكاملات من النساء رضي الله عنهنَّ جميعًا».
هذه هي العقيدة التي يدين بها أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب والتي يصرح بها أكابر علمائهم، وهي أن فاطمة الزهراء عليها السلام ممن كمُل من النساء، وأنها سيدة نساء العالمين في الجنة.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أفضل المهديين
قال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري النجدي رحمه الله في كتابه (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر: ص:17): «وأما الإجماع: فهو إجماع أهل السنة والجماعة على تسمية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم بالخلفاء الراشدين المهديين إلخ».
وقال (ص:113): «وليعلم أن أفضل المهديين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الله عيسى ابن مريم، وأفضل المهديين بعده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ».
وقال كذلك (ص:709): « فأهل السنة يتولون جميع المؤمنين، ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم، ويرعون حقوقهم وحقوق أهل البيت، ولا يرضون بما فعله المختار بن أبي عبيد وغيره من الكذابين، ولا ما فعله الحجاج وغيره من الظالمين».