البحث
تحذيرات من هجمة على السنة النبوية بدعوى تنقيح الأحاديث
بعد استبعاد كاتب مصري 653 حديثا من الصحيحين
تحذيرات من هجمة على السنة النبوية بدعوى تنقيح الأحاديث
محمود جمعة-القاهرة
حذر علماء بالشريعة الإسلامية ودعاة من تعرض السنة النبوية المطهرة لهجمة تستهدف التشكيك بها تحت ذريعة الاجتهاد و"تنقيح الأحاديث النبوية"، متهمين "صحفا مشبوهة وقنوات مغرضة" بفتح المجال أمام المشككين في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء ذلك في ندوة عقدت بنقابة الصحفيين المصرية الليلة الماضية تحت عنوان "حجة السنة والرد على الشبهات المثارة حولها"، بمشاركة مجموعة من علماء الأزهر ودعاة إسلاميين.
البنا والبخاري
وأثار كتاب جديد للكاتب المصري صاحب الفتاوى المثيرة جمال البنا بعنوان "تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تلزم"، ضجة كبيرة بعدما شكك في صحة 653 حديثا في الصحيحين اللذين يعدان أصح كتابين عند المسلمين بعد القرآن الكريم. وقال البنا (84 عاما) إن "الإحجام عن القيام بأي تنقية خاصة إذا مست الصحيحين -البخاري ومسلم- لا يعود إلى العجز ولكن إلى الخوف، وهكذا تعين علي أن أقوم بها".. معتبرا أن الأحاديث المذكورة "غير ملزمة لأحد". وبرأي البنا "لا يمكن للأحاديث تفسير القرآن أو تحديد أسباب نزول أو ادعاء النسخ ، لأن القرآن قطعي الثبوت ولا يمكن لأحاديث -حتى لو كانت صحيحة- أن تدعي أن هذه الآية منسوخة أو أن تبين سبب نزولها، لأن الحديث أقل في درجة ثبوته من القرآن، ولأن درجة منزلته أقل من القرآن".
تخبط
لكن الداعية الإسلامي صفوت حجازي قال في الندوة إن حديث المشككين في سنة النبي "يملؤه التناقض والتخبط، وتتحكم فيه الأهواء الشخصية والخلفيات الثقافية".وطالب بوضع حد لاجتهادات غير المتخصصين في السنة، كما أكد أن على الإعلام "أن يبحث عن شيء أخر غير الدين ليتاجر فيه ويحقق من ورائه المكاسب المادية".ورفض حجازي ما خلص إليه جمال البنا من وجود أحاديث في الصحيحين البخاري ومسلم تتعارض مع آيات القرآن الكريم. وقال "أتحدى أن يأتي أحد بحديث واحد (في الصحيحين) يعارض القرآن، هؤلاء عليهم أن يجلسوا في بيوتهم ويكفوا عن إثارة الشبهات حول سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الإعلام أن يكف عن فتح قنواته وصحفه ومواقعه لأكاذيبهم".
فرصة للتصحيح
بدوره طالب سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشؤون الدعوة العلماء والدعاء والمتخصصين في علوم الحديث بالرد على الشبهات التي يثيرها المشككون.وقال إن الضجة التي يثيرها هؤلاء "وإن كانت تؤلمنا لتعرضها لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها فرصة لتعريف الناس بصحيح دينهم وسنة نبيهم"، كما طالب وسائل الإعلام بأن تراعي "انتشار الأمية الدينية بين المسلمين، وهي تتناول المسائل الخلافية في الإسلام". وأوضح عبد الجليل أن "السنة في حد ذاتها حجة ولا تحتاج إلى أي دليل لإثباتها، ودعاوى التشكيك هذه موجودة منذ بدء جمع الأحاديث، ولعل كلام المشككين بين وقت وآخر يستنهض همم علماء الأمة للدفاع عن سنة النبي، وتذكير الناس بها".
المصدر: الجزيرة
مسؤولية الإعلام
وقال صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إن التشكيك في السنة مقدمة للتشكيك في القرآن، ذلك أن السنة جاءت لتبين وتفسر آيات القرآن، كما أن العديد من الأحكام والعبادات لم يتعرض لها القرآن بالتفصيل وبينتها السنة. وأشار إلى تناقض مواقف المشككين في السنة، حيث إنهم يقبلون بالقرآن الذي رواه الصحابة ولم يجمع في كتاب إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويعارضون السنة التي رواها الصحابة أنفسهم. وأكد عبد الرؤوف أن منكر السنة "مرتد عن الإسلام"، محملا وسائل الإعلام مسؤولية "مساعدة المشككين على نشر أكاذيبهم وإثارة البلبلة عند الناس"، وقال إنه "للأسف تواجه السنة النبوية اليوم بتشكيك من أبناء الإسلام وليس من أعدائه كما اعتدنا".