البحث
ملخص كتاب الصحيح المسند من الشمائل المحمدية _الجزء الثاني
باسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله وبعـــــد :-
بين يدي حديثنا نقدم أنّ مصنفة كتاب : (الصحيح المسند من الشمائل المحمدية ) : أم عبد الله الوادعية قد اشترطت -حفظها الله تعالى - على نفسها في مقدمة كتابها : ألا تورد حديثا إلا من الصحيحين أو من : ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين )لأبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ( والدها ) ، وبذا تكون –حفظها الله – قد كفتنا مؤنة التحقق من صحة الأحاديث التي سنوردها خلال موضوعنا هــذا . فلله الحمد والمنة . 1- أسماؤه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
والآن
** أعيروني قلوبكم فضلا عن أبصاركم وأسماعكم :
عندما تحب أحدا فهو لا يبرح جنانك ، ولا يغيب ذكر اسمه عن لسانك ، تردده بلا ملل ، شاعرا بمذاق اسمه على لسانك أحلى من العسل ، وبخاصة إذا اتصف اسمه بالجمال ، وطابق فعله و سمته وواقع الحال ، حينئذ تشعر لاسمه
بحلاوة ، وكلما رددته زاد في عينك طلاوة .
قال ابن القيم :
(( وأعلى أنواع ذكر الحبيب أن يحبس المحبّ لسانه على ذكره ، ثم يحبس قلبه على لسانه ، ثم يحبس قلبه ولسانه على شهود مذكورة.
وكما أن الذكر من نتائج الحبّ ، فالحب أيضا من نتائج الذكر ، فكل منهما يثمر الأخر ، وزرع المحبة إنما يُسقى بماء الذكر ، وأفضل الذكر ما صدر عن المحبة .)) انتهى النقل / من كتاب : روضة المحبين / - فصل في علامات المحبة وشواهدها / ص :223
ولذا أضاء الله لنا – بفضله - إلى حبه السبيل ، وكان أمره لنا بكثرة ذكره
خير هادي إلى حبّه ودليـــــــــــل :
قال تعالى :- [ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا ] سورة الأحزاب / الآية 41 -
*كما أرشدنا إلى وجوب حب نبيه كثيرا ، لِيَكُمُل به واجب إيماننا تكميلا :-
قال رسولنا الكريم – عليه أفضل الصلاة والتسليم - :
((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) صحيح البخاري / رقم :15
فيا مدعي حب الرسول ، تبغي إلى شفاعته الوصول ، هل أحببته كما تقول ؟
هل أنت لكثرة ذكره فعول ؟ ولصحيح ما ورد من أسمائه نقول ؟ نافيا عنه
اسما ليس له ادعاه جهول ؟ فكل حبيب أمام الله عن الصواب ونشره مسئول :
*** هلمّ ننهل من القرآن و صحيح الأثر أسماء الحبيب التي جاءنا بها الخــبر :-
** قال تعالى :
-{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } سورة آل عمران / الآية 144
** قال تعالى :
-{وإذ قالعيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين}سورة الصف / الآية 6
- عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم :-
{ لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب } صحيح البخاري / رقم: 3532
* قوله : ( وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ) أي على أثري أي إنه يحشر قبل الناس .
*قوله : ( وأنا العاقب ) أي: الذي ليس بعده نبي .
- عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه - قال :
{كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا أسماء . فقال " أنا محمد ، وأحمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة . }} صحيح مسلم / رقم: 2355
* قوله ( المقفي) : أي العاقب الذي ليس بعده نبي .
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :-
{ ...ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ( قلتم : أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته . ألا فما اسمي إذن ! ( ثلاث مرات ) أنا محمد عبد الله ورسوله . هاجرت إلى الله وإليكم . فالمحيا محياكم والممات مماتكم ) . قالوا : والله ! ما قلنا إلا ضنا بالله ورسوله . قال ( فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم ) . صحيح مسلم / رقم : 1780
- عن ثوبان مولى رسول الله - رضي الله عنه - قال :-
{ كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليك يا محمد ! فدفعته دفعة كاد يصرع منها . فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ! فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي " فقال اليهودي : جئت أسألك ..... }صحيح مسلم / رقم : 315
- حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه - :
{ قال له رجل : يا أبا عمار وليتم يوم حنين ، قال : لا والله ما ولى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن ولى سرعان الناس ، فلقيهم هوازن بالنبل والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب }صحيح البخاري / رقم: 2874
* قوله : ( أنا ابن عبد المطلب ) نسب نفسه إلى جده ، لأنه أب وإن علا.
فكان بذلك مجموع أسماء نبينا ثمانية سقناها كما سبق بتفصيل البينة من الكتاب ومن سنة رسولنا:
محمد / أحمد / الماحي / الحاشر / العاقب / الـمُقْفِي / نبي الرحمة / نبي التوبة .
** فهي أسماء نالت وافر الحظ من الجمال ، طابق حسنها واقع الحال ، وزاده الله فضلا و رزقا فجعل نسبه - عليه السلام - بين عباده وسطا ، طاب أصله كباقي الأنبياء شرفا و وذكرا ، يردده المحبون له تيِها وفخرا:-
- فعن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم :- { إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل . واصطفى قريشا من كنانة . واصطفى من قريش بني هاشم . واصطفاني من بني هاشم }صحيح مسلم / رقم : 2276
** لله كم أحب الله رسوله ، فاصطفاه وجعله خليله ، فجعل اسمه للمحامد جامعا ، وعن كل معنى
للسوء مانعا ، حتى إنه صرف عنه شتم الكافرين وسبهم ، فخاب في ذمه سعيهم ولم ينالوا من الحبيب مرادهم :-
-عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم :-
{ ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم ، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما ، وأنا محمد } صحيح البخاري / رقم: 3533
** وفي الأخير :
هل علمت أسماء رسولنا المحبوب ؟
وهل عاينت جمالها المرغوب ؟
هل علمت ما اشتهر من الأسماء عنه وهي غير صحيحة وإن كانت جاءت من المعني المليحة ؟ منها : مصطفى / طه / ياسين / محمود...
نضرب بذلك المثل ، وعلى التوقف على ما صح يجري التمسك والعمل .
هل علمت وسط نسبه وشرف أصله وعرقه ؟
هل عاينت صرف الله السوء عن نبيه لفضله عنده وشرفه ؟
ألا إن للقلب وجيب يسمعه إلهنا القريب :
ومما زادني في الخلق تيها ******* وكدت بأخمصي أطأ الثريا .
دخولي تحت قولك يا إلهي ****** وأن صيرت أحمد لي نبيـا .
كتبته أم هانئ