البحث
عادة الصحابة في تعظيمه وتوقيره وإجلاله
7639
2007/11/12
2024/11/23
عادة الصحابة في تعظيمه وتوقيره وإجلاله
قال القاضي أبو الفضل رحمه الله :-حدثنا القاضي أبو علي الصدفي ، وأبو بحر الأسدي بسماعي عليهما في آخرين ، قالوا : حدثنا أحمد بن عمر ، حدثنا أحمد بن الحسن ، حدثنا محمد بن عيسى ، حدثنا إبراهيم بن سفيان ، حدثنا مسلم ، حدثنا محمد بن مثنى ، وأبو معن الرقاشي ، وإسحاق بن منصور ، قالوا حدثنا الضحاك بن مخلد ، أخبرنا حيوة بن شريح ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شماسة المهري ، قال : حضرنا عمرو بن العاص ... فذكر حديثاً طويلاً فيه عن عمرو ، قال : وما كان أحد أحب إلي من رسول الله ، ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت ، لأني لم أكن أملا عيني منه .
-وروى الترمذي عن أنس ـ أن رسول الله كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار وهم جلوس ، فيهم أبو بكر ، وعمر ، فلا يرفع أحد منهم إليه بصره إلا أبو بكر وعمر ، فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما ، ويتبسمان إليه ويبتسم إليهما .
~ قلت: حديث الترمذي :
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بنُ غَيْلانَ أَخْبَرَنَا أَبُو دَاودَ أَخْبَرَنَا الحكمُ بنُ عطيَّةَ عَن ثابتٍ عَن أَنَسٍ
- "أنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يخرجُ على أصْحَابهِ من المهاجرينَ والأنصارِ وهمْ جلوسٌ وفيهم أَبُو بكرٍ وعُمَرُ فلا يرفع إليهِ أحدٌ منهمْ بصرهُ إلاّ أَبُو بكرٍ وعُمرُ فإنَّهمَا كانا ينظرانِ إليهِ وينظُرُ إليهما، ويتبسَّمانِ إليهِ ويتبسَّمُ إليهما".
قال أبو عيسى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيْبٌ لا نَعْرِفُهُ إلاّ من حَدِيثِ الحكمِ ابنِ عطيَّةَ وقدْ تَكلَّمَ بعضُهُم في الحكَمِ بنِ عطيَّةَ.
-وروى أسامة بن شريك ، قال أتيت النبي وأصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير .
~قلت : رواه أبو داود في كتاب الطب1- باب في الرجل يتداوى ن قال :
-حدثنا حفص بن عمر النمريُّ، ثنا شعبة، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال:
أتيت النبي وأصحابه كأنّما على رءوسهم الطير، فسلمت ثم قعدت، فجاء الأعراب من ههنا وههنا، فقالوا: يارسول اللّه، أنتداوى؟ فقال: "تداووا فإِنَّ اللّه تعالى لم يضع داءً إلا وضع له دواءً غير داءٍ واحدٍ: الهرم".
(كأنماعلى رءوسهم الطير) قال الشارح في عون المعبود:قال في النهاية وصفهم بالسكون والوقار وأنهم لميكن فيهم طيش ولا خفة لأن الطير لا تكاد تقع إلا على سيء ساكن..
وقال السيوطي في شرحه لسنن ابن ماجه
وقال السيوطي في شرحه لسنن ابن ماجه
كان على رؤوسهم الطير قال الطيبي هو كناية عن اطراقهم رؤوسهم وسكوتهم وعدم التفاتهم يمينا وشمالا أي على رأس كل واحد الطير يريد صيدها ولا يتحرك وهذه كانت صفة مجلس رسول الله إذا تكلم اطرق جلساءه كأنها على رؤوسهم الطير وأصله ان الغراب إذا وقع على رأس البعير فيلتقط منه الحلمة والحمنانة فلا يحرك البعير رأسه لئلا ينفر عنه الغراب ...
-وفي حديث صفته : إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير .
~قلت : ذكرهالترمذي في الشمائل ،قال :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ الْحُسَيْنُ : سَأَلْتُ أَبي عَنْ سِيرَةِ النَّبِيِّ ، فِي جُلَسَائِهِ ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ ، دَائِمَ الْبِشْرِ ، سَهْلَ الْخُلُقِ ، لَيِّنَ الْجَانِبِ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ ، وَلا صَخَّابٍ وَلا فَحَّاشٍ ، وَلا عَيَّابٍ وَلا مُشَاحٍ ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لا يَشْتَهِي ، وَلا يُؤْيِسُ مِنْهُ رَاجِيهِ وَلا يُخَيَّبُ فِيهِ ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاثٍ : الْمِرَاءِ ، وَالإِكْثَارِ ، وَمَا لا يَعْنِيهِ ، وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثَلاثٍ : كَانَ لا يَذُمُّ أَحَدًا ، وَلا يَعِيبُهُ ، وَلا يَطْلُبُ عَوْرتَهُ ، وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ ، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ ، فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا لا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ ، وَمَنْ تَكَلَّمَ عِنْدَهُ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ ، وَيَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ يِطْلُبُهَا فَأَرْفِدُوهُ ، وَلا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا مِنْ مُكَافِئٍ وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ
-وقال عروة بن مسعود ـ حين وجهته قريش عام القضية إلى رسول الله ، ورأى من تعظيم أصحابه له ما رأى ، وأنه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ، وكادوا يقتتلون عليه ، ولا يبصق بصاقاً ، ولا يتنخم نخامة إلا تلقوها بأكفهم فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم ، ولا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها ، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره ،وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له .
فلما رجع إلى قريش قال : يا معشر قريش ، إني جئت كسرى في ملكه ، وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه ، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه .
وفي رواية : إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم محمداً أصحابه . -وقد رأيت قوماً لا يسلمونه أبداً...
فلما رجع إلى قريش قال : يا معشر قريش ، إني جئت كسرى في ملكه ، وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه ، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه .
وفي رواية : إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم محمداً أصحابه . -وقد رأيت قوماً لا يسلمونه أبداً...
وقفة مع الإمام أحمد في رحاب المسند حيث ورد ذكر صلح الحديبية
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق بن يسار عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا : خرج رسول الله r عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدى سبعين بدنة وكان الناس سبعمائة رجل فكانت كل بدنة عن عشرة قال وخرج رسول الله r حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموا إلى كراع الغميم فقال رسول الله r يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر الناس فان أصابوني كان الذي أرادوا وان أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وهم وافرون وان لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة فماذا تظن قريش والله انى لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله له حتى يظهره الله له أو تنفرد هذه السالفة ثم أمر الناس فسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمض على طريق تخرجه على ثنية المرار والحديبية من أسفل مكة قال فسلك بالجيش تلك الطريق فلما رأت خيل قريش فترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم نكصوا راجعين إلى قريش فخرج رسول الله r حتى إذا سلك ثنية المرار بركت ناقته فقال الناس خلأت فقال رسول الله r ما خلات وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة والله لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألوني فيها صلة الرحم الا أعطيتهم إياها ثم قال للناس انزلوا فقالوا يا رسول الله ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس فاخرج رسول الله r سهما من كنانته فأعطاه رجلا من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه فيه فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن فلما اطمأن رسول الله r إذا بديل بن ورقاء في رجال من خزاعة فقال لهم كقوله لبشير بن سفيان فرجعوا إلى قريش فقالوا يا معشر قريش انكم تعجلون على محمد وان محمدا لم يأت لقتال إنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحقه فاتهموهم قال محمد يعنى بن إسحاق قال الزهري وكانت خزاعة في عيبة رسول الله r مسلمها ومشركها لا يخفون على رسول الله r شيئا كان بمكة قالوا وان كان إنما جاء لذلك ..فلا والله لا يدخلها أبدا علينا عنوة ولا تتحدث بذلك العرب ثم بعثوا إليه مكرز بن حفص بن الاخيف أحد بنى عامر بن لؤي فلما رآه رسول الله rقال هذا رجل غادر فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمه رسول الله r بنحو مما كلم به أصحابه ثم رجع إلى قريش فأخبرهم بما قال له رسول الله r قال فبعثوا إليه الحلس بن علقمة الكناني وهو يومئذ سيد الأحابش فلما رآه رسول الله r قال هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدى في وجهه فبعثوا الهدى فلما رأى الهدى يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده قد أكل أوتاره من طول الحبس عن محله رجع ولم يصل إلى رسول الله rإعظاما لما رأى فقال يا معشر قريش قد رأيت ما لا يحل صده الهدى في قلائده قد أكل أوتاره من طول الحبس عن محله فقالوا اجلس إنما أنت أعرابي لا علم لك فبعثوا إليه عروة بن مسعود الثقفي فقال يا معشر قريش انى قد رأيت ما يلقى منكم من تبعثون إلى محمد إذا جاءكم من التعنيف وسوء اللفظ وقد عرفتم انكم والد وإني ولد وقد سمعت بالذي نابكم فجمعت من أطاعني من قومي ثم جئت حتى آسيتكم بنفسي قالوا صدقت ما أنت عندنا بمتهم فخرج حتى أتى رسول الله r فجلس بين يديه فقال يا محمد جمعت أوباش الناس ثم جئت بهم لبيضتك لتفضها انها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله ان لا تدخلها عليهم عنوة أبدا وأيم الله لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدا قال وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه خلف رسول الله r قاعد فقال امصص بظر اللات أنحن ننكشف عنه قال من هذا يا محمد قال هذا بن أبي قحافة قال أما والله لولا يد كانت لك عندي لكافأتك بها ولكن هذه بها ثم تناول لحية رسول الله r والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله r في الحديد قال يقرع يده ثم قال امسك يدك عن لحية رسول الله r قبل والله لا تصل إليك قال ويحك ما أفظك وأغلظك قال فتبسم رسول الله r قال من هذا يا محمد قال هذا بن أخيك المغيرة بن شعبة قال اغدر هل غسلت سوأتك الا بالأمس قال فكلمه رسول الله r بمثل ما كلم به أصحابه فأخبره انه لم يأت يريد حربا قال فقام من عند رسول الله r وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ وضوءا الا ابتدروه ولا يبسق بساقا الا ابتدروه ولا يسقط من شعره شيء الا أخذوه فرجع إلى قريش فقال يا معشر قريش انى جئت كسرى في ملكه وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما والله ما رأيت ملكا قط مثل محمد في أصحابه ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا فروا رأيكم ... قال وقد كان رسول الله rقبل ذلك بعث خراش بن أمية الخزاعي إلى مكة وحمله على جمل له يقال له الثعلب فلما دخل مكة عقرت به قريش وأرادوا قتل خراش فمنعهم الأحابش حتى أتى رسول الله r فدعا عمر ليبعثه إلى مكة فقال يا رسول الله انى أخاف قريشا على نفسي وليس بها من بنى عدى أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ولكن أدلك على رجل هو أعز منى عثمان بن عفان قال فدعاه رسول الله r فبعثه إلى قريش يخبرهم انه لم يأت لحرب وانه جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فخرج عثمان حتى أتى مكة ولقيه أبان بن سعيد بن العاص فنزل عن دابته وحمله بين يديه وردف خلفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله r فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله r ما أرسله به فقالوا لعثمان ان شئت أن تطوف بالبيت فطف به فقال ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله r قال فاحتبسته قريش عندها فبلغ رسول اللهr والمسلمين ان عثمان قد قتل قال محمد فحدثني الزهري أن قريشا بعثوا سهيل بن عمرو أحد بنى عامر بن لؤي فقالوا ائت محمدا فصالحه ولا يكون في صلحه الا ان يرجع عنا عامه هذا فوالله لا تتحدث العرب انه دخلها علينا عنوة أبدا فاتاه سهيل بن عمرو فلما رآه النبي r قال قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلما انتهى إلى رسول الله r تكلما وأطالا الكلام وتراجعا حتى جرى بينهما الصلح فلما التأم الأمر ولم يبق الا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال يا أبا بكر أو ليس برسول الله r أو لسنا بالمسلمين أو ليسوا بالمشركين قال بلى قال فعلام نعطى الذلة في ديننا فقال أبو بكر يا عمر الزم غرزه حيث كان فإني أشهد انه رسول الله قال عمر وأنا أشهد ثم أتى رسول الله فقال يا رسول الله أو لسنا بالمسلمين أو ليسوا بالمشركين قال بلى قال فعلام نعطى الذلة في ديننا فقال انا عبد الله ورسوله لن أخالف امره ولن يضيعنى ثم قال عمر ما زلت أصوم وأتصدق وأصلى واعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت ان يكون خيرا قال ودعا رسول الله rعلي بن أبي طالب فقال له رسول الله r اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم فقال له رسول الله r اكتب باسمك اللهم هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل بن عمرو لو شهدت انك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه من أتى رسول الله rمن أصحابه بغير أذن وليه رده عليهم ومن أتى قريشا ممن مع رسول الله r لم يردوه عليه وان بيننا عيبة مكفوفة وانه لا إسلال ولا أغلال وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب انه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا نحن مع عقد رسول الله r وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا نحن في عقد قريش وعهدهم وانك ترجع عنا عامنا هذا فلا تدخل علينا مكة وانه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك وأقمت فيهم ثلاثا معك سلاح الراكب لا تدخلها بغير السيوف في القرب فبينا رسول الله r يكتب الكتاب إذ جاءه أبو جندل بن سهيل بن عمر وفي الحديد قد انفلت إلى رسول الله r قال وقد كان أصحاب رسول الله r خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله r فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل رسول الله r على نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا أن يهلكوا فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه ثم قال يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا قال صدقت فقام إليه فأخذ بتلبيبه قال وصرخ أبو جندل بأعلى صوته يا معاشر المسلمين أتردونني إلى أهل الشرك فيفتنوني في ديني قال فزاد الناس شرا إلى ما بهم فقال رسول الله r يا أبا جندل اصبر واحتسب فان الله عز وجل جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا انا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهدا وأنا لن نغدر بهم قال فوثب إليه عمر بن الخطاب مع أبي جندل فجعل يمشى إلى جنبه وهو يقول إصبر أبا جندل فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب قال ويدنى قائم السيف منه قال يقول رجوت ان يأخذ السيف فيضرب به أباه قال فضن الرجل بأبيه ونفذت القضية فلما فرغا من الكتاب وكان رسول الله r يصلي في الحرم وهو مضطرب في الحل قال فقام رسول الله r فقال يا أيها الناس انحروا واحلقوا قال فما قام أحد قال ثم عاد بمثلها فما قام رجل حتى عاد بمثلها فما قام رجل فرجع رسول الله r فدخل على أم سلمة فقال يا أم سلمة ما شأن الناس قالت يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت فلا تكلمن منهم إنسانا واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك فخرج رسول الله r لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق فقام الناس ينحرون ويحلقون قال حتى إذا كان بين مكة والمدينة في وسط الطريق فنزلت سورة الفتح ...
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن محمد بن إسحاق وإن كان مدلسا وقد عنعن إلا أنه قد صرح بالتحديث في بعض فقرات هذا الحديث فانتفت شبهة تدليسه
-وعن أنس : لقد رأيت رسول الله والحلاق يحلقه ، وقد أطاف به أصحابه ، فما يريدون أن تقع شعره إلا في يد رجل .
-ومن هذا لما أذنت قريش لعثمان في الطواف بالبيت حين وجهه النبي إليهم في القضية أبى، وقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله .
-وفي حديث طلحة : إن أصحاب رسول الله قالوا لأعرابي جاهل : سله عمّن قَضى نحْبه ـ وكانوا يهابونه ويوقرونه ، فسأله ، فأعرض عنه ، إذ طلع طلحة ، فقال رسول : هذا ممن قضى نحْبَه .
~ قلت : ذكره الطبري والقرطبي والسيوطيفي تفاسيرهم وابن كثيرفي البداية والنهاية ؛ و رواه ابن ماجه في سننه ،والترمذي في جامعه ، ولفظه:
* حدثنا أبو كريب حدثنا يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما طلحة أن أصحاب رسول الله قالوا لأعرابي جاهلسله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترئون على مسألته يوقرونه ويهابونه فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر فلما رآني رسول الله قال: أين السائل عمن قضى نحبه ؟ قال: أنا يا رسول الله ... قال: هذا ممن قضى نحبه ..
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير.
-وفي حديث قيلة : فلما رأيت رسول الله جالساً القرفصاء أرعدت من الفرق وذلك هيبة له وتعظيماً .
~قلت : رواه البخاري في الأدب المفرد قال:
حدثنا موسى قال حدثنا عبد الله بن حسان العنبري قال حدثتني جدتاي صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة وكانتا ربيبتي قيلة أنهما أخبرتهما قيلة قالت رأيت النبي قاعدا القرفصاء فلما رأيت النبي المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق
وأخرجه أبو داود في سننه ،قال :
حدثنا حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل قالا ثنا عبد الله بن حسان العنبري قال حدثتني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة قال موسى بنت حرملة وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة وكانت جدة أبيهما أنها أخبرتهما أنها رأت النبي وهو قاعد القرفصاء فلما رأيت رسول الله المختشع وقال موسى المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق
في حديث المغيرة : كان أصحاب رسول الله يقرعون بابه بالأظافير .
~ قلت :أخرجه السيوطي في الجامع الصغير وعزاه إلى (الحاكم في الكنى)... عن أنس: كان بابه يقرع بالأظافير .
وقال البراء بن عازب : لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله عن الأمر فأؤخره سنين من هيبته .