1. المقالات
  2. الصلاة على الرسول
  3. المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي

المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي

10588 2007/11/12 2024/10/07

من ذلك في تشهد الصلاة كما قدمناه ، وذلك بعد التشهد وقبل الدعاء :
* حدثنا القاضي أبو علي بقرائي عليه : حدثنا الإمام أبو القاسم البلخي ، قال : حدثنا الفارسي ، عن أبي القاسم الخزاعي ، عن الهيثم بن كليب ، عن أبي عيسى الحافظ ، قال : حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا حيوة بن شريح ، حدثني أبو هانئ الخولاني ـ أن عمرو بن مالك الجنبي  أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يقول : سمع النبي رجلاً يدعو في صلاته ، فلم يصل على النبي   فقال النبي : عجل هذا . ثم دعاه فقال له ولغيره : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ، ثم ليدع بعد بما شاء .  

-ويروى من غير هذا السند بتمجيد الله ، وهو أصح .

~ قلت : رواه  أحمد ،وأبو داود  ، والبيهقي ،والحاكم ، والترمذي ,غيرهم    

 ففي سنن  الترمذي  :

*حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حيوة بن شريح حدثني أبو هانئ الخولاني أن عمرو بن مالك الجنبي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يقول سمع النبي  رجلا يدعو في صلاته فلم يصل على النبي   فقال النبي   عجل هذا ثم دعاه فقال له ولغيره : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي  ثم ليدع بعد بما شاء... قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ؛ وقال الشيخ الألباني :  صحيح .

 

وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد.

*عن فضالة بن عبيد قال‏:‏ بينا رسول الله  قاعد إذ دخل رجل فصلى، ثم قال‏:‏ اللهم اغفر لي وارحمني‏.‏ فقال رسول الله  ‏"‏عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله، ثم صل علي ثم ادعه‏"‏‏.‏

ثم صلى آخر فحمد الله وصلى على محمد  ، فقال له رسول الله  ‏:‏ ‏"‏سل تعطه‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود خلا من قوله‏:‏ ثم صلى آخر إلى آخره‏.‏

ورواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وحديثه في الرقاق مقبول، وبقية رجاله ثقات‏.‏        

 

  -وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض ، فلا يصعد إلى الله منه شيء حتى يصلي على النبي .

-وعن علي ، عن النبي  بمعناه ، و قال وعلى آل محمد .

-وروي أن الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي  .

-و عن ابن مسعود : إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئاً فليبدأ بمدحه والثناء عليه بما هو أهله ، ثم يصلي على النبي   ، ثم ليسأل ، فإنه أجدر أن ينجح .

-وعن جابر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله    : لا تجعلوني كقدح الراكب ، فإن الراكب يملأ قدحه ثم يضعه ، ويرفع متاعه ، فإن احتاج إلى شراب شربه أو الوضوء توضأ ، وإلا هراقه ، ولكن اجعلوني في أول الدعاء وأوسطه وآخره .

~قلت : ذكره ابن حجر في المطالب العلية ،قال:

وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَجْعَلُونِي كَقِدْحِ الرَّاكِبِ ، إِنَّ الرَّاكِبَ إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ ، أَخَذَ قِدْحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ ، وَإِلاَّ ، أَهْرَاقَ مَا فِيهِ ، اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ ، وَفِي وَسَطِ الدُّعَاءِ ، وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ...

 وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد :

 عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله ‏:‏ ‏"‏لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملأ قدحه فإذا فرغ وعلق معالقيه فإن كان له في الشراب حاجة أو الوضوء وإلا أهرق القدح - أحسبه قال‏:‏ - فاذكروني في أول الدعاء وفي وسطه وفي آخر الدعاء‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف‏.‏


-وقال ابن عطاء : للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات ، فإن وافق أركانه قوي ، وإن وافق أجنحته طار في السماء ، وإن وافق مواقيته فاز ، وإن وافق أسبابه أنجح ، فأركانه حضور القلب ، والرقة ،      والإستكانة والخشوع ، وتعلق القلب بالله ، وقطعه الأسباب .
وأجنحة الصدق ، ومواقيته الأسحار ، وأسبابه الصلاة على محمد .

-وفي الحديث : الدعاء بين الصلاتين علي لا يرد .

~قلت :المقصود بالصلاتين الأذان والإقامة،والحديث رواه أحمد ، والترمذي ،ولفظه :

   - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبدُ الرَّزَّاقِ وَأَبُو أَحْمَدَ وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفيَانُ عَن زَيدِ العَمِّيِّ عَن أَبي إِيَاسٍ مُعَاوِيَةَ بن قُرَّةَ عَن أَنَسِ بن مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: - "الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَينَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ".

قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وَقَدْ رَوَاهُ أَبو إِسْحَقَ الهَمْدَانِيُّ عَن بُرَيْدِ بن أَبي مَرْيَمَ عَن أَنَسِ عَن النَّبِيِّ r مِثْلَ هَذَا..

 

*حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفاعيُّ مُحَمَّدُ بنُ يزيدَ الكوفُّي أَخْبَرَنَا يَحْيى بنُ اليمانِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن زيدٍ العمِّيُّ عَن أبي إياسٍ مُعَاويَةَ بنِ قُرَّةَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:- "الدُّعاءُ لا يُردُّ بينَ الأذانِ والإقامةِ ..قَالُوا فماذا نقولُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال " سلوا اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخِرةِ" هَذَا حَدِيثٌ حسنٌ. وقد زاد يَحْيى بنُ اليمانِ في هَذَا الحَدِيثِ هَذَا الحرفَ "قَالُوا فماذا نقولُ؟ قَالَ: سَلوا اللَّهَ العَافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ".

 

* حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بنُ غَيْلانَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ وعبدُ الرزاقِ وأَبُو أَحْمَدَ وأَبُو نُعيمٍ عَن سُفْيَانَ عَن زيدٍ العمِّيِّ عَن مُعَاويَةَ بنِ قُرَّةَ عَن أَنَسٍ عَن النَّبيِّ   قَالَ:- "الدُّعاءُ لا يردُّ بينَ الأذانِ والإقامةِ" وهكذا روى أَبُو إسْحَاقَ الهمدانيُّ هَذَا الحَدِيثَ عَن بُريْدِ ابنِ أبي مريمَ الكوفيُّ عَن أَنَس عَن النَّبيّ  نحوَ هَذَا وهَذَا أصحُّ.

 

-وفي حديث آخر : كل دعاء محجوب دون السماء ، فإذا جاءت الصلاة علي صعد الدعاء .

~ قلت : رواه الترمذي في سننه ، قال :

    حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُليمَانُ بن مُسْلِمٍ البْلخِيِّ المَصَاحِفِيُّ أَخْبَرَنا النَّضرُ بن شُمَيلٍ عَن أَبِي قُرَّةَ الأَسدِيِّ عَن سعيدِ بن المُسَيَّبِ عَن عُمَرَ بن الخَطَّابِ قَالَ: إنَّ الدُّعاءَ مَوقُوفٌ بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّي عَلَى نَبِيِّكَ .

قَالَ أَبُو عِيسَى: وَالعَلاءُ بنُ عَبدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابنُ يَعْقُوبَ هُوَ مَولَى الحُرَاقَةِ. وَالعَلاءُ هُوَ مِنَ التَّابِعِينَ سَمَعَ عَن أَنسِ بنِ مَالِكٍ وَغيرِهِ.

وَعَبدُ الرَّحْمَن بنُ يَعقُوبَ وَالِدُ العَلاءِ هُوَ مِنَ التَّابِعِينَ سَمَعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعيدٍ الخُدرِيِّ.

وَيَعْقُوبُ هُوَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ قَدْ أَدْرَكَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ وَرَوَى عَنهُ.

وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد؛ وقال : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏  

عن علي - يعني ابن أبي طالب - قال‏:‏ كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد‏.‏

رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف‏.‏

 

-وفي دعاء ابن عباس الذي رواه عنه حنش ، فقال في آخره : واستجب دعائي ، ثم تبدأ بالصلاة على النبي   فتقول : اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد عبدك و نبيك و رسولك أفضل ما صليت على أحد من خلقك أجمعين آمين .

-ومن مواطن الصلاة عليه عند ذكره وسماع اسمه ، أو كتابته ، أو عند الأذان .

-وقد قال : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي .

~قلت: رواه الترمذي قال:   

 حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا ربعي بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله  : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة

قال عبد الرحمن وأظنه قال أو أحدهما قال وفي الباب عن جابر وأنس وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وربعي بن إبراهيم هو أخو إسماعيل بن إبراهيم وهو ثقة وهو بن علية ويروى عن بعض أهل العلم قال إذا صلى الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم مرة في المجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس  

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ، قال :

  حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا بن أبي حازم عن كثير يرويه عن الوليد بن رباح عن أبي هريرةأن النبي  رقى المنبر فقال :  آمين آمين آمين.. قيل له : يا رسول الله ،ما كنت تصنع هذا... فقال: قال لي جبريل رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة قلت آمين ثم قال رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له فقلت آمين ثم قال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين  

قال القاضي أبو الفضل رحمه الله :-وكره ابن حبيب ذكر النبي  عند الذبح .

وكره سحنون الصلاة عليه   عند التعجب ، وقال : لا يُصَلَّى عليه إلا على طريق الاحتساب وطلب الثواب .

-قال أصبغ ، عن ابن القاسم : موطنان لا يذكر فيهما إلا الله : الذبيحة ، والعطاس ، فلا تقل فيهما بعد ذكر الله : محمد رسول الله . ولو قال بعد ذكر الله : صلى الله على محمد لم يكن تسميةً له مع الله .

-وقاله أشهب ، قال : ولا ينبغي أن تجعل الصلاة على النبي   فيه استناناً .

-وروى النسائي ، عن أوس بن أوس ، عن النبي   الأمر بالإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة.  

-ومن مواطن الصلاة والسلام على النبي   دخول المسجد :

 *قال أبو إسحاق بن شعبان : وينبغي لمن دخل المسجد أن يصلي على النبي  ، وعلى آله ، ويترحم عليه ، وعلى آله ، ويبارك عليه وعلى آله ، ويسلم تسليماً ، ويقول : اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك .وإذا خرج فعل مثل ذلك ، وجعل موضع رحمتك ـ فضلك .

-وقال عمرو بن دينار ـ في قوله تعالى :( فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً  ) (النور : 61 ) ـ قال : إن لم يكن في البيت أحد فقل : السلام على النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . السلام على أهل البيت ورحمة الله وبركاته .

-قال ابن عباس : المراد بالبيوت هنا المساجد .

-وقال النخعي : إذا لم يكن في المسجد أحد فقل : السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا لم يكن في البيت أحد فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .

-وعن علقمة : إذا دخلت المسجد أقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، صلى الله وملائكته على محمد   .

 ونحوه عن كعب : إذا دخل ، وإذا خرج ، ولم يذكر الصلاة .

-واحتج ابن شعبان لما ذكر بحديث فاطمة بنت رسول الله  ـ أن النبي   كان يفعله إذا دخل المسجد .

-ومثله عن أبي بكر بن عمرو بن حزم . وذكر السلام والرحمة .

-وقد ذكرنا هذا الحديث آخر القسم ، والاختلاف في ألفاظه .

**ومن مواطن الصلاة عليه  أيضاً الصلاة على الجنائز . -وذكر عن أبي أمامة أنها من السنة .

-ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ، ولم تنكرها : الصلاة على النبي   وآله في الرسائل ، وما يكتب بعد البسملة ، ولم يكن هذا في الصدر الأول ، وأحدث عند ولاية بني هاشم ، فمضى به عمل الناس في أقطار الأرض . ومنهم من يختم به أيضاً الكتب .

-وقال   : من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب .

~ قلت : أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب ،  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب .

وقال الألباني :موضوع .... وأخرجه في السلسلة الضعيفة:  من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمي في ذلك الكتاب . وقال :   ( ضعيف جدا   )

~ قلت : روى البخاري في كتاب الصلاة - باب: التشهد في الآخرة.؛ قال :

 - حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة قال: قال عبد الله:

 كنا إذا صلينا خلف النبي  قلنا: السلام على جبريل ومكائيل، السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله عليه وسلم فقال: (إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها، أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، واشهد أن محمدا عبده ورسوله).

 

وروى مسلم في كتاب الصلاة - باب التشهد في الصلاة ، قال

* حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير) عن منصور، عن أبي وائل، عن عبدالله؛ قال: كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله  : السلام على الله. السلام على فلان. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم "إن الله هو السلام. فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فإذا قالها أصابت كل عبد لله صالح، في السماء والأرض. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير من المسألة ما شاء".

 

  وقفة مع الإمام الصنعاني في سبل السلام شرح بلوغ المرام

                                                   شرح حديث التشهد

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: التفت إلينا رسول الله  فقال: إذا صلى أحدكم فليقل ( التّحيات) جمع تحية، ومعناها: البقاء والدوام، أو العظمة، أو السلامة من الافات، أو كل أنواع التعظيم (لله والصَّلوات) قيل: الخمس، أو ما هو أعم من الفرض والنفل، أو العبادات كلها، أو الدعوات، أو الرحمة، وقيل: التحيات: العبادات القولية، والصلوات: العبادات الفعلية (والطّيّبات) أي: ما طاب من كلام وحسن أن يثني به على الله، أو ذكر الله، أو الأقوال الصالحة، أو الأعمال الصالحة، أو ما هو أعم من ذلك، وطيبها: كونها كاملة خالصة عن الشوائب، والتحيات مبتدأ خبرها لله، والصلوات والطيبات عطف عليه، وخبرهما محذوف؛ وفيه تقادير آخر.

(السّلامُ) أي السلام الذي يعرفه كل أحد (علَيك أيها النبي ورحمةُ الله وبركاته) خصوه  أولًا بالسلام عليه لعظم حقه عليهم، وقدموه على التسليم على أنفسهم، لذلك، ثم أتبعوه بالسلام عليهم في قولهم: (السّلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين) وقد ورد: أنه يشمل كل عبد صالح في السماء والأرض، وفسر الصالح: بأنه القائم بحقوق الله، وحقوق عباده، ودرجاتهم متفاوتة.

(أشهد أن لا إله إلا الله) لا مستحق للعبادة بحق غيره، فهو قصر إفراد: لأن المشركين كانوا يعبدونه، ويشركون معه غيره (وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله) هكذا هو بلفظ عبده ورسوله في جميع روايات الأمهات الست، ووهم ابن الأثير في جامع الأصول، فساق حديث ابن مسعود بلفظ: (وأن محمداً رسول الله) ونسبه إلى الشيخين، وغيرهما، وتبعه على وهمه: صاحب تيسير الوصول، وتبعهما على الوهم: الجلال في ضوء النهار، وزاد: أنه لفظ البخاري، ولفظ البخاري كما قاله المصنف، فتنبه  ...( ثم ليتخير من الدعاء أعجبَهُ إليه فيدعو. ) متفق عليه واللفظ للبخاري...

 - قال البزار: أصح حديث عندي في التشهد حديث ابن مسعود ، يروى عنه من نيف وعشرين طريقاً، ولا نعلم روى عن النبي  في التشهد أثبت منه، ولا أصح إسناداً، ولا أثبت رجالاً، ولا أشد تظافراً بكثرة الأسانيد والطرق.

- وقال مسلم: إنما أجمع الناس على تشهد ابن مسعود؛ لأن أصحابه لا يخالف بعضهم بعضاً، وغيره قد اختلف عنه أصحابه.

- وقال محمد بن يحيى الذهلي: هو أصح ما روى في التشهد. وقد روى حديث التشهد أربعة وعشرون صحابياً، بألفاظ مختلفة، اختار الجماهير منها حديث ابن مسعود.

والحديث فيه دلالة على وجوب التشهد لقوله: "فليقل"، وقد ذهب إلى وجوبه أئمة من الال، وغيرهم من العلماء، وقالت طائفة: إنه غير واجب لعدم تعليمه المسيء صلاته. ثم اختلفوا في الألفاظ التي تجب عند من أوجبه، أو عند من قال: إنه سنة. وقد سمعت أرجحية حديث ابن مسعود، وقد اختاره الأكثر، فهو الأرجح. وقد رجح جماعة غيره من ألفاظ التشهد الواردة عن الصحابة، وزاد ابن أبي شيبة قول: "وحده لا شريك له" في حديث ابن مسعود من رواية أبي عبيدة عن أبيه، وسنده ضعيف، لكن ثبتت هذه الزيادة من حديث أبي موسى عند مسلم، وفي حديث عائشة الموقوف في الموطأ، وفي حديث ابن عمر عند الدارقطني، إلا أنه بسند ضعيف، وفي سنن أبي داود: قال[اث] ابن عمر[/اث]: زدت فيه: "وحده لا شريك له". وظاهره: أنه موقوف على ابن عمر.

وقوله: "ثم ليتخير من الدعاء أعجبه". زاد أبو داود: "فيدعو به" ونحوه للنسائي من وجه اخر بلفظ: "فليدع". وظاهره الوجوب أيضاً للأمر به، وأنه يدعو بما شاء من خيري الدنيا والاخرة. وقد ذهب إلى وجوب الاستعاذة الاتية: طاوس، فإنه أمر ابنه بالإعادة للصلاة؛ لما لم يتعوذ من الأربع الاتي ذكرها، وبه قال بعض الظاهرية. وقال ابن حزم: ويجب أيضاً في التشهد الأول، والظاهر مع القائل بالوجوب، وذهب الحنفية، والنخعي، وطاوس: إلى أنه لا يدعو في الصلاة إلا بما يوجد في القران. وقال بعضهم: لا يدعو إلا بما كان مأثوراً، ويرد القولين: قوله : "ثم ليتخير من الدعاء أعجبه" وفي لفظ: "ما أحب"، وفي لفظ للبخاري: "من الثناء ما شاء" فهو إطلاق للداعي أن يدعو بما أراد. وقال ابن سيرين: لا يدعو في الصلاة إلا بأمر الاخرة. وقد أخرج سعيد بن منصور من حديث ابن مسعود: فعلمنا التشهد في الصلاة: أي النبي ثم يقول: إذا فرغ أحدكم من التشهد فليقل: اللهم إني أسألك من الخير ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبادك الصالحون، {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} الآية.

ومن أدلة وجوب التشهد ما أفاده قوله: (وللنسائي) أي من حديث ابن مسعود: (كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد) حذف المصنف تمامه وهو: "السلام على الله، السلام على جبريل، وميكائيل، فقال رسول الله : لا تقولوا هذا، ولكن قولوا: التحيات..... إلى اخره". ففي قوله: يفرض علينا: دليل الإيجاب، إلا أنه أخرج النسائي هذا الحديث من طريق ابن عيينة. قال ابن عبد البر في الاستذكار: تفرد ابن عيينة بذلك، وأخرج مثله: الدارقطني، والبيهقي، وصححاه.

ولأحمد أي من حديث ابن مسعود وهو من أدلة الوجوب أيضاً: (أن النبي علّمه التشهد، وأمره أن يعلمهُ الناس.. أخرجه أحمد عن ابن عبيدة عن عبد الله قال: "علمه رسول الله التشهد، وأمره أن يعلمه الناس: التحيات... وذكره إلخ".

ولمسْلمٍ عن ابن عباس قالَ: كانَ رسولُ الله يُعلِّمُنا التّشهدَ: "التحيات المُباركاتُ الصلوات الطّيِّبات لله ــــ إلى اخرِهِ".(ولمسْلمٍ عن ابن عباس قالَ: كانَ رسول الله  يُعلِّمُنا التّشهد: "التحيات المُباركات الصوات الطّيِّبات لله ــــ إلى اخرِهِ").

تمامه: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله" هذا لفظ مسلم، وأبي داود، ورواه الترمذي، وصححه كذلك، لكنه ذكر السلام منكراً، ورواه ابن ماجه كمسلم، لكنه قال: "وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" ورواه الشافعي، وأحمد: بتنكير السلام أيضاً، وقالا فيه: "وأن محمداً"، ولم يذكرا: أشهد، وفيه زيادة: المباركات، وحذف الواو من: الصلوات ومن الطيبات. وقد اختار الشافعي: تشهد ابن عباس هذا. قال المصنف: إنه قال الشافعي لما قيل له: كيف صرت إلى حديث ابن عباس في التشهد؟ قال: لما رأيته واسعاً، وسمعته عن ابن عباس صحيحاً، كان عندي أجمع وأكثر لفظاً من غيره، فأخذت به، غير معنف لمن يأخذ بغيره مما صح.

وعن فَضالةَ بن عُبَيْدٍ رضي الله عنهُ قالَ: سمع رسول الله رجلاً يدعو في صلاته، ولم يحْمد الله، ولم يصل على النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم، فقال: "عجل هذا" ث

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day