البحث
الجزء السابع-لماذا ترتفع نسبة حالات الإغتصاب والتحرش في المجتمعات الرافضة للحجاب؟
مع ذلك ربما لا يقتنع كثيرون في الغرب بأن الحجاب والزى الإسلامي للمرأة يحميها من المتحرشين والمعتدين، وهم يعتقدون أن أفضل حماية للمرأة هي في مستواها التعليمي وفي السلوك الحضاري وفي ضبط النفس عند التعرض إلى مواقف مغرية. وهذه أسس لابد أن تكون ذات فائدة ومهمة من أجل حماية المرأة ولكنها لا يمكن أن تكون كافية. وإن كانت هذه الأسس كافية فعلا كما يعتقد البعض فلماذا نجد معدلات اغتصاب وتحرش جنسي مرتفعة جدا في الغرب؟؟ فحسب منظمة "لوبي النساء" التي تعنى بقضايا المرأة في أوروبا فإنه من 40 إلى 50 بالمائة من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي في مكان العمل[11]، أما في أمريكا فإن 31 بالمائة من الإناث العاملات يخبرن عن تعرضهن للتحرش الجنسي في العمل[12]. كما أن دراسة كشفت سنة 2002 أجرتها الجمعية الأمريكية للمؤسسة التربوية لنساء الجامعات على الطلاب من الصف الثامن إلى الحادي عشر أن 83 % من الفتيات تعرضن لمضايقات جنسية[13].
وكل هذا يعني ببساطة أن التحرش الجنسي موجود بكثرة في الغرب، بل ويتطور الأمر إلى اغتصاب في كثير من الحالات. ولم يمنع المستوى التعليمي العالي والسلوك الحضاري حدوث كل ذلك، وقد أظهر تقرير للأمم المتحدة تم جمعه من مصادر حكومية أن أكثر من 250.000 حالة اغتصاب أو محاولة اغتصاب سجلتها الشرطة سنويا. غطت بيانات التقرير 65 بلد[14] . أكثر من هذا وطبقا لمنظمة rainn (rape, abuse & incest national network) وهي الشبكة الأمريكية القومية عن الاغتصاب و سوء المعاملة والمحارم، وهي أكبر منظمة قومية أمريكية ضد الاعتداء الجنسي، صنفتها مجلة ورث كأحد " أفضل 100 منظمة أمريكية خيرية" :طبقا لهذه الشبكة[15] :
كل دقيقتين و نصف، في مكان ما في أمريكا، يهاجم شخص جنسيا.
واحدة من ست أمريكيات ضحية اعتداء جنسي.
في 2004-2005 وصل المتوسط السنوي لحالات الاغتصاب، أو محاولة اغتصاب أو اعتداء جنسي لـ200780حالة.
إن ظاهرة الاغتصاب منتشرة بشكل مفزع في أمريكا، وتعمل عديد المنظمات النسائية والحكومية على إحصاء حالات الاغتصاب وتقدم الاستشارات النفسية والطبية للنساء المعتدى عليهن. وفي ما يلي بعض تلك الإحصاءات الرسمية التي يقدمها مركز متخصص في إحصاء مثل تلك الحالات يدعى women's rape crisis center [16]:
- 1.3 نساء بالغات يغتصبن كل دقيقة. مما يترجم إلى 78 فى الساعة، أو 1,871 فى اليوم. (المركز القومى للضحايا و المركز القومى لأبحاث و معالجة ضحايا الجريمة 1992).
- في الولايات المتحدة يتم التبليغ عن حالة اغتصاب كل خمس دقائق. (المباحث الفيدرالية تقرير الجريمة الموحد 2000).
- لا يزال الاعتداء الجنسي يمثل الجريمة الأكثر نموا وعنفا في أمريكا. (الجمعية الطبية الأمريكية 2000).
- الولايات المتحدة لها النسبة الأعلى في الاعتداء الجنسي بين الدول الصناعية. (1990 الجنة القضائية لمجلس الشيوخ الأمريكي).
- هناك معدل يقدر ب 51,000 حالة اغتصاب واعتداءات جنسية تحدث في مواقع العمل كل سنة من عام 1992 حتى نهاية 1996 (وزارة العدل الأمريكية، مكتب الإحصاءات القضائية، استطلاع حول ضحايا العنف في أماكن العمل).
هذه الأرقام المفزعة، تدل بما لا يدع مجالا للشك على أن المرأة عرضة دائما للاعتداء والتحرش في المجتمعات الغربية، حيث الاختلاط بين الجنسين أمر عادي. هذه الدول المتقدمة والتي تعرف باسم الدول المصنعة أو دول العالم الأول تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة التي تكون المرأة ضحيتها الأولى رغم كونها مثقفة وحاصلة على درجات علمية عالية. وهذا يعني أنه لا المستوى التعليمي ولا الحياة المتحضرة يمكنهما منع تعرض المرأة للتحرش الجنسي أو الاغتصاب، ولا يمكن التعويل على ضبط النفس أمام الإغراءات من أجل القضاء على ظاهرة التحرش الجنسي في مجتمعات مختلطة. فإن لم تسعى المرأة بنفسها إلى القضاء على أسباب الاعتداء عليها، وهي بالأساس إظهار مفاتنها وإثارة الغرائز الذكورية، بواسطة الحجاب والملابس التي تستر تلك المفاتن، فإنها ستبقى دائما عرضة للتحرش الجنسي والاغتصاب و عرضة بالتالي لنتائجهما المدمرة. هذه النتائج المدمرة ذكرتها مؤسسة تدعى the u.s. centers for disease control and prevention (cdc) وتعمل هذه المؤسسة الحكومية الأمريكية "من أجل تعزيز الصحة ونوعية الحياة، من خلال منع ومكافحة المرض والإصابة والعجز"، ويعدد هذا المركز الصحي النتائج المدمرة على المرأة المتعرضة للتحرش الجنسي أو الاغتصاب [17]:
"العنف الجنسي يمكن أن يكون له نتائج ضارة ودائمة على الضحايا و العائلات و الجاليات. تصنف القائمة التالية البعض منها:
جسمانيا:
النساء اللواتي يتعرض لاستغلال جنسي وجسماني يلاحظ أنهن أكثر عرضة للأمراض المنقولة جنسيا (وينجوود ايت ال 2000).
أكثر من 32,000 حالة حمل نتيجة اغتصاب كل سنة (هولمز ايت ال. 1996)
هناك نتائج طويلة المدى مثل: ألم مزمن في الحوض، متلازمة قبل حيضية، اضطرابات معوية، أمراض نسائية ومشاكل فى الحمل، صداع نصفى و متكرر، ألم فى الظهر، ألم فى الوجه وعجز قد يمنع العمل (جيوكيس، شين، وغارسيا مورينو 2002)
نفسيا:
يواجه ضحايا العنف الجنسي النتائج النفسية الفورية والطويلة المدى (أكارد ونيومارك زتينير 2002؛ فارافيلي ايت ال 2004؛ فيليتي ايت ال 1998؛ كراكو ايت ال 2002؛ يستجاارد ايت ال. 2004).
1- تتضمن النتائج النفسية الفورية: "الصدمة، النكران، الخوف، التشويش، القلق، الانسحاب، الذنب، العصبية، الارتياب بالآخرين، وأعراض اضطراب ما بعد الإصابة ومنها: انفصال عاطفي، اضطرابات نوم، ومضات عن الحادث، تكرار عقلي للاعتداء".
2- تتضمن النتائج العقلية النفسية المزمنة: "كآبة، محاولة انتحار أو انتحار، عزلة، اضطرابات ما بعد الإصابة، سلوكيات غذائية غير صحية ومنها: صوم، تقيّأ، سوء استخدام حبوب التخسيس، شراهة".
اجتماعيا:
علاقات أسرية متوترة للضحية مع عائلتها و أصدقائها و الشركاء المقربين.
دعم عاطفي أقل من الأصدقاء والعائلة.
اتصالات أقل مع الأصدقاء والأقارب.
رغبة أقل في الزواج (كليمينتس ايت ال. 2004؛ غولدنج، ويلسناك، وكوبير 2002).
سلوكيات صحية:
ينظر بعض الباحثين للسلوكيات الصحية التالية بأنها نتائج للعنف الجنسى وعوامل قد تزيد من أن يصبح الشخص ضحية ثانية في المستقبل (برينير ايت ال . 1999؛ لانج ايت ال . 2003).
الدخول فى سلوك جنسي شديد المخاطرة و يتضمن:" ممارسة الجنس دون وقاية، ممارسة جنسي مبكرا، اختيار شركاء غر صحيين لممارسة الجنس، ممارسة الجنس مع عدة أشخاص، مقايضة الجنس في مقابل الغذاء و المال و غيرها من الأشياء".
استخدام أو سوء استخدام لمواد ضارة و تتضمن: "تدخين السجائر، شرب الكحول، قيادة سيارة بعد شرب الكحول، تناول المخدرات (شمبيون ايت ال. 2004؛ جيوكيس، شين، وغارسيا مورينو 2002؛ راج، سيلفيرمان، وأمارو 2000)".
هذه النتائج المدمرة التي ذكرها هذا المركز الصحي الحكومي الأمريكي المتخصص تكشف لنا مدى خطورتها على المرأة، وكان بالإمكان تفاديها بمجرد قطعة قماش توضع على الرأس وبملابس محتشمة لا تظهر مفاتن المرأة. إن حرص الإسلام على سلامة المرأة وحمايتها من هذه النتائج الخطيرة التي تصيب المتعرضات للتحرش الجنسي أو للاغتصاب، جعله يلزمها بعدم تسهيل الاعتداء عليها أو التسبب في ذلك والسماح بحدوثه، من خلال ملابس إسلامية محتشمة تخفي أنوثتها وفتنتها عن العيون الأجنبية. فلا يكفي أن يأمر الإسلام الرجل بالعفة ويمنعه من النظر إلى مفاتن النساء، بل يُلزم في الآن نفسه المرأة بعدم تسهيل الاعتداء عليها من خلال ستر نفسها بالحجاب والملابس الإسلامية. وإنه لأمر سخيف وغير منطقي أن تعتقد المرأة أنها ستكون في مأمن من عيون المتحرشين والمعتدين عندما ترتدي ملابس مثيرة وغير محتشمة أو عندما تكشف شعرها وتحلقه بطرق تزيد من جمالها وفتنتها. بل إن الإنجيل والتلمود نفسهما اعتبرا الشعر المكشوف فتنة تزيد من جاذبية المرأة، ذكرت ذلك الدكتورة برونر في دراستها لتاريخ الحجاب في المجتمعات اليهودية فقالت:
"يمثل الإنجيل الشعر كحلية تحسن مظهر المرأة. و يعبر عن جاذبية شعر المرأة بشكل شاعري في أغنية من أغنيات الكتاب المقدس: 'شَعرُكِ قطيعُ معَزٍ رابضٌ على جبَلِ جلعادَ'(نشيد الأنشاد 6: 5). ولا يعتبر التلمود شعر النساء جميل فقط لكنه جنسي كذلك؛ و لذا يجب تغطيته "[18].
هذه الجاذبية والفتنة التي يتسم بها شعر المرأة قد تكون في كثير من الحالات ذات أثر سلبي مدمر، في حال أغرت المعتدين ولفتت انتباههم وجعلتهم يأملون في الحصول على ما لا يحق لهم. من أجل ذلك أراد الإسلام من الحجاب أن يكون حاميا للمرأة من المعتدين، ولم تكن نيته أبدا إخضاعها أو إذلالها أو تأكيد امتلاك الرجل لها وسيطرته عليها كما هو الحال في المنظور المسيحي للحجاب.
________________________________
[11] taken from womenlobby organization's web site at www.womenlobby.org [12] taken from sexualharrassementsupport's website , a non profit private venture founded in 2005 by sexual harassment victims for sexual harassment victims. www.sexualharrassementsupport.org [13] the american association of university women (aauw) www.aauw.org, "hostile hallways: bullying, teasing, and sexual harassment in school (2001)" [14] the eighth unied nations survey on crime trends and the operations of criminal justice systems (2001-2002) table 02.08 total recorded rapes. [15] taken from www.rainn.org [16] taken from women's rape crisis center web site at : www.stoprapevermont.org/stats/adult.html [17] from cdc's website at www.cdc.gov/ncipc/factsheets/svfacts.htm [18] dr. leila leah bronner, "from veil to wig: jewish women's hair covering", from: judaism: a quarterly journal of jewish life and thought. 9/22/1993.