البحث
سعادة العباد في إتباع هدي خير العباد
الحمد لله الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
«أما بعد:فإنه لا سعادة للعباد، ولا نجاة في المعاد إلا باتباع رسوله."وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ" [النساء: 13- 14]. فطاعة الله ورسوله قطب السعادة التي عليه ندور، ومستقر النجاة الذي عنه لا تحور».
فإن الله خلق الخلق لعبادته كما قال الله تعالى:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ"[الذاريات: 56]، وإنما تعدهم بطاعته وطاعة رسوله، فلا عبادة إلا ما هو واجب أو مستحب في دين الله؛ وما سوى ذلك فضلال عن سبيله، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، أخرجاه في الصحيحين، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية الذي رواه أهل السنن وصححه الترمذي: «أنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة»، وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره أنه كان يقول في خطبته:«خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة».
وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو من أربعين موضعًا من القرآن:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ ..." (1) [النساء: 64].
وما موت السُنَّن واندثارها، وجهل الناس بها وعدم تطبيقها إلا علامة على ظهور البدع وفشوها، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: «ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن».
وفي هذا الكتيب الصغير الحجم العظيم الفائدة جمعت مع بعض الأخوة الكرام بعضًا من سنن الرسول صلى الله عليه وسلمالتي رأينا أنها مجهولة، أو مهجورة، أو قل العمل بها ؛ رغبة في إشاعة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بين المسلمين والدلالة عليها، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده...» [رواه مسلم].
والخير كل الخير في اتباع هديه صلى الله عليه وسلم والسير على طريقه، جعلنا الله من اتباعه القائمين بسنته وغفر لنا ولوالدينا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
([1]) مجموع فتاوى ابن تيمية (21/4).