البحث
(صبر أم سُلَيم وأبي طلحة)
روى الشيخان وآخرون، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
كَانَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، [وَتَوَاضَعَ أَبُو طَلْحَةَ لِمَرَضِهِ أَوْ تَضَعْضَعَ لَهُ]، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، [فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيم، فَغَسَّلَتْهُ، وَكَفَّنَتْهُ وَحَنَّطَتْهُ وَسَجَّتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا، وَقَالَتْ: لَا يَكُونُ أَحَدٌ يُخْبِرُ أَبَا طَلْحَةَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُخْبِرُهُ]، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ [وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِهِ] قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيم: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ،[وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ] فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ فَتَعَشَّى، [وفي رواية: فَتَعَشَّوْا وَخَرَجَ الْقَوْمُ] [فَتَطَيَّبَتْ لَهُ وَتَصَنَّعَتْ لَهُ] [أَحْسَنَ مَا كَانَ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ] ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ [َبَاتَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَعْلَمَتْهُ] [قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ ؟ قَالَ: لَا] [بَلْ يَرُدُّونَهَا عَلَيْهِمْ] [قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَّةً مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى] [احْتَسِبْ أَبَا عُمَيْرٍ] قَالَتْ: وَارِ الصَّبِيَّ، [فَغَضِبَ وَقَالَ: تَرَكْتِنِي حَتَّى تَلَطَّخْتُ ثُمَّ أَخْبَرْتِنِي بِابْنِي !] [فَاسْتَرْجَعَ، وَحَمِدَ اللهَ] فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ [وفي رواية: فَبِتُّمَا عَرُوسَيْنِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِكُمَا] قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا. فَوَلَدَتْ غُلَامًا، قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يَسِمُهَا] وَأَرْسَلَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَمَعَهُ شَيْءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ فَجَعَلَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ وَحَنَّكَهُ بِهِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ، [فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ شَابٌّ أَفْضَلَ مِنْهُ]
الرواية مجمعة من البخاري 1301 و5470، مسلم 2144، مسند الطيالسي 2168، المسند 12210 و14281، صحيح ابن حبان 7188