1. ألبوم الصور
  2. سُنن في السلام واللقاء والمجالسة

سُنن في السلام واللقاء والمجالسة

446 2020/07/06
سُنن في السلام واللقاء والمجالسة

من السُّنَّة إلقاء السلام، والأدلة على السُّنيَّة كثيرة مستفيضة، ومنها : 

ومنها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -  أَنَّ رَسُولَ اللّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ:

" حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ", قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ: " إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ , وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ , وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ , وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللّهَ فَشمِّتْهُ, وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ, وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ " .

رواه مسلم برقم (2162)

وأما ردُّه فهو واجب، ويدل عليه :

قوله تعالى:

{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً}

[النساء : 86] ,

والأصل في الأمر الوجوب ما لم يصرفه صارف، ونقل الإجماع على وجوب الرد غير واحد من أهل العلم، منهم : ابن حزم، وابن عبد البر، والشيخ تقي الدين وغيرهم - رحم الله الجميع -، انظر الآداب الشرعية (1/356) ط . مؤسسة الرسالة.

- وأفضل لفظ بالسَّلام والردّ وأكمله هو: ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فإن هذه أحسن تحية وأكملها .

قال ابن القيم - رحمه الله - : " وكان هديه - أي : النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم - انتهاء السَّلام إلى : ( وبركاته ) " انظر : زاد المعاد (2/417 ).

وإفشاء السلام ؛ سُنَّة بل سُنَّة مرغَّب بها بفضل عظيم ؛

لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول اللّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - :

" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا, وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا, أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُمْ"

رواه مسلم برقم (54).

ويستحب تكرار السلام ثلاثا، إن دعت الحاجة لذلك ، كأن يشك في سماع المُسَلَّم عليه حينما سلَّمَ عليه أول مرَّة ؛ فيستحب أن يُكرِّر مرتين، وإن لم يسمع , فثلاثاً، وكذا إذا دخل على جمع كثير، كأن يدخل على مجلس كبير، فيه جمع كثير، فلو سلَّم مرَّة في أول دخوله لم يسمعه إلا من كان أول المجلس، فيحتاج إلى أن يُسلِّم ثلاثاً؛ من أجل أن يستوعب جميع مَن في المجلس .

ويدلّ عليه : حديث أنس - رضي الله عنه - عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - :

" أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا ؛ حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ , وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ , سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا "

رواه البخاري برقم (95) .

ويؤخذ من حديث أنس - رضي الله عنه - السَّابق , سنيَّة إعادة الكلمة ثلاثاً إذا دعت الحاجة للتكرار، كأن يتكلم ولا تفهم عنه الكلمة، فيُسنُّ أن يكرِّرها، فإن لم تُفهم كرَّرها الثالثة .

ومن السُّنَّة تعميم السلام على من عرفت، ومن لم تعرف.

لحديث عبد الله بن عَمْرٍو - رضي الله عنهما -

" أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - : أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " تُطْعِمُ الطَّعَامَ , وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ , وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ"

رواه البخاري برقم (12) , رواه مسلم برقم (39) .

ومن السُّنَّة أن يكون ابتداء السلام ممن جاءت السُّنَّة بابتدائه.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه – يقول : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - :

" يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، والمَاشِي عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ"

رواه البخاري برقم (6233) , رواه مسلم برقم (2160), وفي رواية للبخاري : " يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ , وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ , وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ " رواه البخاري برقم (6234) .

ولا يعني مخالفة الأولى بالسَّلام الكراهة، بل لا بأس به  ولكنه خلاف الأولى، كأن يسلم الكبير على الصغير أو الماشي على الرَّاكب، ونحو ذلك .

ومن السُّنة السلام على الصبيان.

لحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -:

"أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ"

رواه البخاري برقم (6247) , رواه مسلم برقم (2168).

وفي السَّلام على الصبيان حملٌ للنَّفس على التواضع ,وتعويد للصبيان على هذه الشعيرة وإحياؤها في نفوسهم .

ومن السُنة السلام عند دخول البيت: وهذا يدخل في عموم السَّلام، وذلك بعدما يستاك؛ لأن السِّواك سُنَّة عند دخول المنزل وهذا هو الموضع الرابع من مواضع تأكُّد سنيَّة السواك وهو: عند دخول المنزل ؛

لحديث عائشة - رضي الله عنها - عند مسلم قالت :

" أَنَّ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ"

رواه مسلم برقم (253),

فإذا بدأ بيته بالسِّواك دخل وسلَّم على أهل البيت، حتى أن بعض أهل العلم قال : من السُّنَّة أن تسلِّم إذا دخلت البيت، وأي بيت ولو لم يكن فيه أحد ؛

لقوله تعالى:

{فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}

[النور:61] .

قال ابن حجر - رحمه الله -  : " ويدخل في عموم إفشاء السَّلام على النفس لمن دخل مكاناً ليس فيه أحد ؛ انظر : فتح الباري , حديث (6235) , باب إِفشاءِ السلام .

لقوله تعالى:

{فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ}..."

فائدة : تحصَّل مما سبق أنه يُسَنُّ عند دخول المنزل ثلاث سُنَن :

الأولى : ذكر اسم الله - تعالى -  لاسيما ليلاً .

الثانية : السِّواك . لحديث عائشة - رضي الله عنه - وقد تقدَّم ذكره، وتخريجه هنا.

الثالثة : السَّلام على أهل البيت .

لحديث جابر بْنِ عبد اللّه - رضي الله عنهما -  أَنَّه سمـع النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول:

" إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ , وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ , وَالْعَشَاءَ"

رواه مسلم برقم (2018) .

ومن السُّنَّة خفض الصوت بالسَّلام، إذا دخل على قوم وفيهم نائمون، وهكذا كان يفعل النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -

كما في حديث المقداد بن الأسود- رضي الله عنه - ففيه قال :

" ... فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ , وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم- نَصِيبَهُ , قَالَ: فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيماً لاَ يُوقِظُ نَائِماً, وَيُسْمِـعُ الْيَقْظَانَ "

رواه مسلم برقم (2055) .

ومن السُّنَّة تبليغ السَّلام، فتبليغ السَّلام سُنَّة كأن يقول لك شخص :"سلِّم لي على فلان"، فإنَّ من السُّنَّة أن توصِّل هذا السَّلام لصاحبه .

ويدلّ عليه : لحديث عائشة - رضي الله عنها - أَنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لها:

" إِنَّ جِبْرِيلَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمَ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللّهِ"

رواه البخاري برقم (3217) , رواه مسلم برقم (2447) .

ففي الحديث إيصال السَّلام لصاحبه ؛كما أوصل النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سلام جبريل - عليه السلام - على عائشة - رضي الله عنها -  , ويؤخذ من الحديث السَّابق أيضاً سنيَّة بعث السَّلام مع أحد .

 ومن السُنة السَّلام عند دخول المجلس، وعند مفارقته أيضاً.

لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رَسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

"إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى المَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ، فإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ , فلَيْسَتِ الأولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ "

رواه أحمد برقم (9664), وأبو داود برقم (5208) , والترمذي برقم (2706),وصححه الألباني (صحيح الجامع 1/132).

 وتُسَنُّ المصافحة مع السَّلام عند اللُّقيا، وعلى هذا عمل الصحابة - رضي الله عنهم - 

دلَّ على ذلك : حديث قَتادةَ - رضي الله عنه -  قال:

" قُلْتُ لِأَنَسٍ : أَكَانَتْ الْمُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ قَالَ : نَعَمْ "

رواه البخاري برقم (6263) .

ويُسَنُّ التبسّم , وطلاقة الوجه عند اللقاء.

لحديث أَبِي ذَرّ - رضي الله عنه -  قال : قال لي النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - :"

لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ"

رواه مسلم برقم (2626), وعند الترمذي من حديث أبي ذَرّ - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - :" تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ " رواه الترمذي برقم (1956) , وصححه الألباني (الصحيحة 572) .

وتُسَنُّ الكلمة الطيبة فهي صدقة سواء كانت عند اللقاء , أو المجالسة , أو في أي حال , فالكلمة الطيبة سُنَّة ؛ لأنها صدقة .

ويدلّ عليه : حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - :

" وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ "

رواه البخاري برقم (2989) , رواه مسلم برقم (1009).

وكثيراً ما يجري على ألسنة الناس كلاماً طيباً , لو احتسبوه لأُجروا على ذلك كثيراً , وأخذوا من هذه الصدقات بحظ وافر.
قال شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله -  : " كلمة طيبة مثل أن تقول له : كيف أنت ؟ كيف حالك ؟ كيف إخوانك ؟ كيف أهلك ؟ وما أشبه ذلك ؛ لأن هذه من الكلمات الطيبة التي تدخل السرور على صاحبك , كل كلمة طيبة فهي صدقة لك عند الله , وأجر , وثواب " انظر : شرح رياض الصالحين لشيخنا ( 2/996 ) باب : استحباب طيب الكلام , وطلاقة الوجه عند اللقاء .

ومن السٌنة استحباب ذكر الله - تعالى-  في المجلس، والأحاديث في فضائل مجالس الذكر والحث عليها كثيرة

ومن ذلك حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - :

" إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ , فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ , قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا..."

رواه البخاري برقم (6408) , رواه مسلم برقم (2689) .

 يُسَنُّ ختم المجلس بـ : ( كفارة المجلس ).

لحديث أَبي هريرة - رضي الله عنه -  قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - :

" مَنْ جَلَس في مَجْلِسٍ فَكثُرَ فيهِ لَغَطُهُ  فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ : سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أن لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلاّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ "

رواه الترمذي برقم (3433), وصححه الألباني (صحيح الجامع 2/1065).

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day