1. المقالات
  2. الرسول المعلم
  3. [13] إسداء النصيحة للمتعلم

[13] إسداء النصيحة للمتعلم

تحت قسم : الرسول المعلم
7948 2007/11/14 2024/12/22
المقال مترجم الى : English

يخطئ المعلم عندما يظن أن علاقته بالطالب ، تقتصر على توصيل المعلومات فقط . والحقيقة أن هناك امرأ لا يقل أهمية عن التحصيل .

ألا وهو النصح والتوجيه للطالب . فالمعلم ، موجه ، ومربي ، وناصح ، وأب .

       ولو أننا قارنا بين عدد الساعات التي يعيشها الطالب مع معلمه هي قد تصل إلى خمس أو ست ساعات يومياً ، لوجدنا أنها أكثر من عدد الساعات التي يلتزمها مع والديه، وهذا معلوم عند الكل . وإذا كان الأمر كذلك ، فإن المعلم يرى من الأحوال والتصرفات التي تصدر من الطالب قد تخفي ـ بل إنها تخفي فعلاً على والديه ، ولذا كان حري بك أيها المعلم أن تبذل ما في وسعك ، لإصلاح المعوج ، وتقويم المائل ، وتهذيب الأخلاق ، وتصحيح الأفكار .. وجماع ذلك كله ، بذل النصيحة . والنصيحة : هي كلمة يعبر عن جملة هي إرادة الخير المنصوح له .

وبذل النصيحة مطلب شرعي ، قبل أن يكون تعليمياً تربوياً .

1-  عن تميم بن أو س الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : " الدين النصيحة "  قلنا : لمن ؟ قال : "  لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " .

يقول الحافظ ابن حجر : والنصيحة لعام المسلمين الشفقة عليهم ، والسعى فيما يعود بالنفع عليهم ، وتعليمهم ما ينفعهم ، وكف وجوه الأذى عنهم ، وأن يحب لنفسه ، ويكون لهم ما يكره لنفسه . ولا شك أن الطلاب من عامه المسلمين .

2-  وعن جرير بن عبدالله البجلي قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على : إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم .

3-  وعن أنس رض الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب أخيه ما يحب لنفسه " .  والنقول في هذا الباب كثيرة ، وحسبنا بما ذكرنا .

يقول ابن رجب : ومن أنواع نصحهم بدفع الأذى والمكروه عنهم، إيثار فقيرهم ، وتعليم جاهلهم، ورد من زاغ منهم عن احق في قول أو عمل ، بالتطلف في ردهم إلى الحق ، والرفق بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومحبة إزالة فسادهم .. ثم إنه من المتعين على المعلم ، أن يبذل نصيحته إلى طلابه سراً إن كانت خاصة بفرد معين . لأن ذلك أبلغ ي قبول النصيحة ، وأسرع للاستجابة، أما إن كانت علانية فهو توبيخ في قلب نصح ! يقول ابن رجب : كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سراً ، حتى قال بعضهم : من وعظ أخاه فيما بينه وبينه ، فهي نصيحه ، ومن وعظه على رؤوس الناس ، فإنما وبخه . ومن النصح الذي يتعين على كل معلم بذله تجاه طلابه ، هو تصحيح ( كراس الواجبات المدرسية ) بأمانة وإخلاص ، ومراعاة الأخطاء النحوية والإملائية ونحوها . وباب النصح .  وأسع ولكن يضبطه قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .

أيها المعلم : قدم إليك الأب ثمرة فؤاده، وفلذة كبده، فهي عندك أمانه :فماذا علمت فيها؟ هل رعيتها وأديت حق الأمانة ؟أم ماذا ؟

الخلاصة  :

1)     النصح والتوجيه ، لا يقل أهمية عن التعليم ، فلتعط حظها من الاهتمام ز

2)     النصيحة مطلب شرعي ، قبل أن تكون مطلباً تربوياً تعليماً .

3)  توجيه الطالب وجهة سليمة ، وأمره بما يصلحه ، وتقويمه إذا مال عن الطريق المستقيم ..  وغير هذه الأمور ، كلها من واجبات المعلم .

4)     تقديم النصيحة سراً سبب القبول ،وسرعة الاستجابة .

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day