1. المقالات
  2. رحمته للخصوم والأعداء
  3. هدي محمد في المعارك

هدي محمد في المعارك

6899 2007/11/29 2024/03/29
المقال مترجم الى : English Español

شرع نبي الرحمة لأمته آداب سامية وضوابط حاكمة على سلوك المقاتل المسلم، توجب عليه مخالفتها عقوبات زاجرة قي الدنيا والآخرة [1] .

فلا يستخدم في الجهاد في سبيل الله إلا الوسائل المشروعة والأساليب النزيهة، فعن صفوان بن عسال قال :بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فقال: " سيروا باسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله ، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا.." [2] .

وعن أنس أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِم [3] .

وقال جابر : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقتل شيء من الدواب صبرا [4]

وعن حنظلة الكاتب قال :

 غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمررنا على امرأة مقتولة قد اجتمع عليها الناس، فأفرجوا له فقال: " ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل !"

 ثم قال لرجل : " انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرك يقول:  لا تقتلن ذرية ولا عسيفا [5] .." [6] .

وقال – ذات يوم في معركة مستنكرًا على بعض أصحابه - :

" ما بال قوم جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية !" .

 فقال رجل : يا رسول الله :إنما هم أولاد المشركين !

فقال : "ألا إن خياركم أبناء المشركين .." .

ثم قال : " ألا لا تقتلوا ذرية ، ألا لا تقتلوا ذرية !! كل نسمة تولد على الفطرة حتى يهب

عنها لسانها فأبواها يهودانها و ينصرانها " [7] .

وعن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع ، فقال أبو بكر له :

"إنك ستجد قومًا زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له " .. وأوصاه قائلاً : " وإني موصيك بعشر : لا تقتلن امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما [8] ، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا ، ولا تعقرن شاة ، ولا بعيرا إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلا [ وفي رواية : نحلا ولا تفرقنه] ولا تغرقنه ولا تغلل [9] ولا تجبن " [10]

عن عمر بن الخطاب ، أنه قال : " اتقوا الله في الفلاحين ، ولا تقتلوهم إلا أن ينصبوا لكم الحرب" [11] .

وهذه النصوص وغيرها من دستور العسكرية الإسلامية التي وضعها رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~   تشتمل على الأصول الأخلاقية للحرب، وهذه جملتها [12] :

1- الإخلاص والتجرد للأهداف الحقيقية للحرب وترك ما يخالف ذلك من غلول وغدر وثأر وانتقام. 

2- المحافظة على البيئة واجتناب الفساد في الأرض بتحريق الأشجار وقتل الحيوانات لغير ضرورة.

3- عدم التعرض لغير المقاتلين من النساء والصبيان والشيوخ.

4- السماحة الدينية واحترام مقدسات الآخرين، بعدم قتل الرهبان والقسيسين ما لم يقاتلوا أو يعينوا على القتال، وعدم التعرض كذلك لبيعهم وكنائسهم بسوء. 

 

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

  [1] أنجوغو أمبكي صمب : أروع القيم الحضارية في سيرة سيد البرية، ص 40 وما بعدها 

[2] رواه  ابن ماجة (2857  ) و الطبراني في المعجم الكبير ج 8 ص 70 ، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجة .

[3]  صحيح – رواه  البخاري - (5089)، ومسلم (3616)

[4] صحيح – رواه مسلم (3620)

[5]  العسيف : الأجير المستهان به

[6] حسن - رواه ابن ماجة (2842)، و الحاكم ( 2 / 122 )، وهو في  السلسلة الصحيحة برقم ( 701 )

[7] صحيح - رواه أحمد ( 3 / 435 ) و الدارمي ( 2 / 223 )، وهو في السلسلة الصحيحة (402)

[8]  الهرم : الذي بلغ أقصى الكبر

[9]  الغلول : الخيانة والسرقة

[10]  مالك ( 858)، وابن أبي شيبة ج 7 ص 645 ، وعبد الرزاق (9375)

[11]  معرفة السنن والآثار للبيهقي - (5645)

 [12]أنجوغو أمبكي صمب : أروع القيم الحضارية في سيرة سيد البرية، ص 40 وما بعدها 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day